للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١ - اغتيال المسلمين لابن سفيان الهذلي لحشده لقتال المسلمين]

٣٩٤ - من حديث عبد الله بن أنس قال: "دعاني رسول الله فقال: (إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بعرنة فأته فاقتله)، قال: قلت: يا رسول الله انعته حتى أعرفه، قال: (إذا رأيته وجدت له قشعريرة).

قال: فخرجت متوشحًا بسيفي، حتى وقعت عليه بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلًا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القشعريرة، فأقبلت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود.

فلما انتهيت إليه قال: من الرجل، قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئًا، حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله فرآني فقال: (أفلح الوجه)، قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: (صدقت)، قال: ثم قام معي رسول الله فدخل في بيته فأعطاني عصا، فقال: (أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أُنيس).

قال: فخرجت بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟، قال: قلت: أعطانيها رسول الله ، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله فتسأله عن ذلك؟ قال: فرجعت إلى رسول الله ، فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟، قال: (آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المختصرون (١) يومئذ يوم القيامة)، فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها، فضمت معه في كفنه، ثم دفنا جميعًا" (٢).


(١) المختصرون: أو المتخصرون: المتكئون على المخاصر: جمع مخصرة وهي ما يمسكه الإنسان بيده من عصا وغيرها. والمراد هنا: الذين يأتون يوم القيامة ومعهم أعمال صالحة يتكئون عليها.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب صلاة الطالب حديث رقم: ١٢٤٩، بإختصار أحمد في المسند: ٣/ ٤٩٦ البيهقي في السنن: ٣/ ٢٥٦، وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ١/ ٢٩٥، إسناده جيد، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٢/ ٣٥٠، إسناده حسن، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٢٠٣ - ٢٠٤رواه الطبراني ورجاله ثقات، واللفظ لأحمد.

<<  <   >  >>