للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما انصرفوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فسأله فقال: كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد، فحمد أمره فقال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: (عائشة). قلت: من الرجال: قال: (أبوها): قلت: ثم من؟ قال: (عمر) فعد رجالًا. فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم" (١).

[٣ - صلاته بأصحابه وهو على جنابة بعد أن تيمم]

٦٣٢ - من حديث عمرو بن العاص ﵁ قال: "احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: (يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟) فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ فضحك رسول الله ﷺ ولم يقل شيئًا) (٢).

وفي لفظ آخر"عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص: "أن عَمرًا كان على سرية، فأصابهم برد شديد لم يروا مثله، فخرج لصلاة الصبح، فقال: احتلمت البارحة، ولكني والله ما رأيت بردًا مثل هذا، فغسل مغابنه (٣)، وتوضأ للصلاة، ثم صلى بهم، فلما قدم على رسول الله ﷺ، سأل رسول الله ﷺ أصحابه: (كيف وجدتم عمرًا وصحابته؟) فأثنوا عليه خيرًا، وقالوا: يا رسول الله صلى بنا وهو جنب، فأرسل إلى عمرو فسأله: فأخبره بذلك وبالذي لقي من


(١) أخرجه الترمذي في المناقب باب فضل عائشة رقم: ٣٨٨٦، وابن حبان كما في الإحسان: ٧/ ٣٦، رقم: ٤٥٢٣، وأخرجه مختصرًا البخاري في فضائل الصحابة باب قول النبي لو كنت متخذًا خليلًا رقم: ٣٦٦٢، والمغازي رقم: ٤٣٥٨، ومسلم في فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر الصديق رقم: ٢٣٨٤، والترمذي رقم: ٣٨٨٥، والبيهقي: ١٠/ ٢٣٣، وأحمد في فضائل الصحابة رقم: ١٦٣٧، والحاكم: ٤/ ١٢، وأحمد في المسند: ٤/ ٢٠٣. أخرجه ابن راهويه والحاكم في المتسدرك: ٣/ ٤٢ - ٤٣، وصححه، ووافقه الذهبي من حديث بريدة كما قال الحافظ في الفتح: ٨/ ٧٥.
(٢) أخرجه أبو داود في الطهارة باب إذا خاف الجنب من البرد أيتيمم حديث رقم: ٣٣٤، ٣٣٥، البيهقي: ١/ ٢٢٥، ٢٢٦، وعلقه البخاري: ١/ ٣٨٥، وقواه الحافظ وصححه الحاكم: ١/ ١٧٧، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان: ٢٠٢ موارد وحسنه المنذري، وأخرجه الدارقطني: ١/ ١٧٩، وأحمد في المسند: ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤، قلت: والحديث إسناده صحيح.
(٣) المغابن: الأرفاع وهي بواطن الأفخاذ عند الحوالب.

<<  <   >  >>