للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢١ - الخمس التي أعطيها رسول الله :

٧٤٤ - من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (أن رسول الله عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى، وانصرف إليهم، فقال لهم: "لقد أعطيت الليلة خمسًا ما أعطيهن أحد قبلي، أما أنا، فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما برسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لمليء منه رعبًا، وأحلت لي الغنائم آكلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها، وجعلت لي الأرض مساجد وطهورًا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي؟ قل لي: سل، فإن كل نبي قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم، ولمن شهد أن لا إله إلا الله) (١).

[٢٢ - قصة وفاة ذي البجادين ونزول الرسول في قبره]

٧٤٥ - من حديث عبد الله بن مسعود أنه كان يحدث قال: (قمت من جوف الليل، وأنا مع رسول الله في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها أنظر إليها.

قال: فإذا رسول الله وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله في حفرته، وأبو بكر وعمر يدليانه، وإذا هو يقول: (أدنيا إليَّ أخاكما) فدلياه إليه، فلما هيأه لشقه، قال: (اللهم إني قد أمسيت راضيًا عنه فارض عنه). قال: يقول ابن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة) (٢). قال ابن هشام: وإنما سمي ذو البجادين لأنه كان يريد الإِسلام، فمنعه قومه، وضيقوا عليه، حتى خرج من بينهم، وليس عليه إلا بجاد، وهو الكساء الغليظ، فشقه باثنين فأتزر بواحدة وارتدى بالأخرى، ثم أتى رسول الله فسمي ذا البجادين (٣).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ٢/ ٢٢٢، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد، ورجاله ثقات كما جاء في الفتح الرباني: ٢١/ ٢٠٠.
(٢) أخرجه ابن مندة من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود كما قال الحافظ في الإصابة: ٢/ ٣٣٠، ترجمه رقم: ٤٨٠، ونسبه الحافظ أيضًا إلى البغوي وأعله بالانقطاع. قلت: وسند ابن مندة جبد، وقد أخرجه أيضًا ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن مسعود إلا أن محمد بن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود: ٢/ ٥٢٧ - ٥٢٨، سيرة ابن هشام.
(٣) ابن كثير في السيرة: ٤/ ٣٣، سيرة ابن هشام: ٢/ ٥٢٨.

<<  <   >  >>