للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني، ولم يسألاني إلا أن قال: (أخف عنا). فسألته أن يكتب لي كتاب أمن, فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم, ثم مضى رسول الله (١).

ذكاء أبي بكر حين سئل عن رسول الله :

١٦٦ - من حديث أنس قال: (أقبل نبي الله إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله شاب لا يعرف، قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟

فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير. فالتفت أبو بكر فهذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبي الله فقال: (اللهم اصرعه)، فصرعه الفرس، ثم قامت تحمحم، فقال: يا نبي الله مرني بما شئت. قال: (فقف مكانك لا تتركن أحدًا يلحق بنا)، قال فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله ، وكان آخر النهار مسلمة له" (٢).

[٣ - حديث أم معبد الخزاعية]

١٦٧ - من حديث هشام بن حبيش عن أبيه حبيش بن خالد صاحب رسول الله : (أن رسول الله خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة، تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم.

فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: (ما


(١) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب هجرة النبي حديث رقم: ٣٩٠٦، فتح الباري: ٧/ ٢٣٨، ومسلم في الزهد باب حديث الهجرة: ٢٠٠٩، وابن سعد في الطبقات مختصرًا: ١/ ٢٣٢، وأحمد في المسند: ٤/ ١٧٦، وعبد الرزاق في المصنف: ٥/ ٣٩٢ - ٣٩٤. والبيهقي في الدلائل: ٢/ ٤٨٤، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٦ - ٧. وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاء وأقره الذهبي. وأشار إلى أن البخاري ومسلم قد أخرجاه، وابن هشام في السيرة: ١/ ٤٨٩.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب هجرة النبي حديث رقم: ٣٩١١ فتح الباري: ٧/ ٢٤٩، وأحمد كما في الفتح الرباني: ٢٠/ ٢٨٨.

<<  <   >  >>