للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها). فقال عقبة: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله " (١). وفي لفظ آخر عنه قال : "صلى رسول الله على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال: "إني فرطكم على الحوض. وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة. إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي. ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها، وتقتتلوا، فتهلكوا، كما هلك من كان قبلكم" قال عقبة: فكانت آخر ما رأيت رسول الله على المنبر".

[٢ - استئذانه أن يمرض في بيت عائشة]

٨٦٧ - جاء من حديث عائشة قالت: "أول ما اشتكى رسول الله في بيت ميمونة، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها، وأذن له، قالت: فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد له على رجل آخر. وهو يخط برجليه في الأرض. فقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فحدثت به ابن عباس. فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ هو علي" اللفظ لمسلم (٢).

٨٦٨ - ومن حديث عائشة قالت: "رجع رسول الله من البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعًا في رأسي. وأنا أقول: وارأساه، فقال: (بل أنا والله يا عائشة وارأساه). قالت: ثم قال: (وما ضرك لو مت قبلي. فقمت عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟) قال: قلت: والله لكأني بك، لو قد فعلت ذلك. لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله وتتام به وجعه، وهو يدور على نسائه، حتى استعز به، وهو في بيت ميمونة، فدعا نساءه، فاستأذنهن في أن يمرض في بيتي، فأذنَّ له" (٣).


(١) أخرجه البخاري في الجنائز باب الصلاة على الشهيد: ١٣٤٤، المناقب باب علامات النبوة في الإِسلام: ٣٥٩٦ وفي المغازي باب أحد جبل يحبنا ونحبه: ٤٠٨٥، وفي الرقاق باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها: ٦٤٢٦، وباب في الحوض: ٦٥٩٠، ومسلم في الفضائل باب إثبات حوض نبيبا حديث: ٢٢٩٦، وأحمد في المسند: ٤/ ١٤٩، ١٥٣، ١٥٤، والنسائي في الجنائز باب الصلاة على الشهداء: ٤/ ٦١ - ٦٢، حديث: ١٩٥٤.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب مرض النبي ووفاته: ٤٤٤٢، ومسلم في صحيحه في الصلاة باب استخلاف الإِمام إذا عرض له عذر من مرض أو سفر حديث: ٤١٨/ ٩١، ١/ ٣١٢، وأحمد في المسند: ٦/ ١١٧.
(٣) أخرجه ابن إسحاق بإسناد صحيح صرح فيه بالتحديث كما في سيرة ابن هشام: ٢/ ٦٤٢ - ٦٤٣، وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ٥٦، بسند آخر عنها وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. =

<<  <   >  >>