للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدو، فلقيني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال: اللهم ارزقني رجلًا شديدًا حرده، شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا، قلت: من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت: قال سعد: يا بني كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط (١).

[١٢ - عمرو بن الجموح ورجاؤه أن يطأ في الجنة بعرجته]

٣٤٨ - من حديث أبي قتادة قال: (أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال: رسول الله : (نعم)، فقتلوا يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رسول الله ، فقال: (كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة) فأمر رسول الله بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد" (٢).

وقد جاء بلفظ آخر من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة: أن عمرو بن الجموح كان رجلًا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله ﷿ قد عذرك، فأتى رسول الله (فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله : أما أنت فقد عذرك الله؛ فلا جهاد عليك) وقال لبنيه: (ما عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله أن يرزقه الشهادة) فخرج معه فقتل يوم أحد" (٣).


(١) أخرجه الحاكم: ٣/ ١٩٩ - ٢، وقال صحيح على شرطهما لولا إرساله، ووافقه الذهبي وقال: صحيح مرسل وابن سعد: ٣/ ٦٣، وقال الهيثمي في المجمع: ٩/ ٣٠١ - ٣٠٢: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وله شواهد متصلة من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص كما في الإصابة ترجمة رقم: ٤٥٨٣، والبيهقي في السنن الكبرى: ٦/ ٣٠٧ - ٣٠٨ موصولًا من حديث إسحاق بن سعد.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٥/ ٢٩٩ وحسن إسناده الحافظ في الفتح، وقال الهيثمي في المجمع: ٩/ ٣١٥: رجاله رجال الصحبح غير يحيي بن نصر الأنصاري وهو ثقة.
(٣) أخرجه ابن هشام في السيرة: ٢/ ٩٠ - ١٩ والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٢٤٦، وسنده حسن إن كان الأشياخ من الصحابة وإلا فهو مرسل ورجاله ثقات.

<<  <   >  >>