للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطبته ﵊ في الحجر من ديار ثمود]

٧٣٣ - من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: "لما مر النبي ﷺ بالحجر قال: (لا تسألوا الآيات، فقد سألها قوم صالح، فكانت ترد من هذا الفج (١)، وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، وكانت تشرب ماءهم يومًا، ويشربون لبنها يومًا، فعقروها، فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلًا واحدًا كان في حرم الله).

قيل: من هو يا رسول الله؟ قال: (هو أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه) (٢).

[١٣ - دعاء النبي ﷺ بإمطار السماء وامتلاء أوعية الصحابة]

٧٣٤ - من حديث ابن عباس ﵄ قال: "قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلًا أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل، فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع، حتى أن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده.

فقال أبو بكر الصديق ﵁: يا رسول الله! إن الله ﷿ قد عودك في الدعاء خيرًا فادع الله لنا، قال: (أتحب ذلك؟) قال: نعم، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأظلت ثم سكبت، فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر" (٣).


(١) من هذا الفج: من هذا الوجه.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٢٩٦، وقال الحافظ ابن كثير: إسناده صحيح، ولم يخرجوه، وصححه الحاكم: ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٩٤: رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحمد ورجال أحمد رجال الصحيح. قلت: وانظر كشف الأستار عن زوائد البزار حديث رقم: ١٨٤٤، وقد اقتصر الحافظ في الفتح على تحسينه فتح الباري: ٦/ ٣٨٠ - ٣٨١.
(٣) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٩٤ - ١٩٥، رواه البزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار ثقات، انظر كشف الأستار عن زوائد البزار حديث رقم: ١٨٤١، وابن حبان موارد الظمآن حديث رقم: ١٧٠٧، والبيهقي في دلائل النبوة: ٥/ ٢٣١، وقال ابن كثير في السيرة: ٤/ ١٦: إسناده جيد، ولم يخرجوه من هذا الوجه، قلت: الحديث حسن والله أعلم.

<<  <   >  >>