للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وثاروا إليه، فما برح يقاتلهم ويقاتلونه، حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال: وطلع فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا.

قال: فبينما هم على ذلك، إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى، حتى وقف عليهم. فقال: ما شأنكم به؟ فقالوا: صبأ عمر.

قال: فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا فما تريدون؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا؟ خلوا عن الرجل.

قال: فوالله لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه. قال: فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك. قال: ذاك أي بني، العاص بن وائل السهمي) (١).

١٠١ - عن ابن عمر قال: (لما أسلم عمر اجتمع الناس إليه عند داره وقالوا: صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي، فجاء رجل عليه قباء من ديباج، فقال: صبأ عمر فما ذاك فأنا له جار، قال: فرأيت الناس تصدعوا عنه. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا العاص بن وائل) (٢).

[عزة المسلمين بإسلام عمر -]

١٠٢ - من حديث ابن مسعود : قال:

(ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب ) (٣).


(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادته على فضائل الصحابة: ٣٧٢، وابن حبان كما في الإحسان رقم: ٦٨٤٠، وابن هشام في السيرة: ١/ ٣٧٣ - ٣٧٤، وأخرجه مختصرًا كل من البزار رقم: ٢٤٩٤، والحاكم: ٣/ ٨٥، وصححه ووافقه الذهبي. وانظر السيرة النبوية الذهبي: ص ١٠٤، ١٠٥ وقال: رواه ابن حبان في صحيحه: ٦٨٧٩ من حديث جرير بن حازم عن ابن إسحاق، ابن كثير في سيرته:٢/ ٣٨ - ٣٩ وقال: وهذا إسناد جيد قوي وقال الهيثمي في المجمع: ٩/ ٦٥ رواه البزار والطبراني باختصار، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس، قلت وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث وإسناده صحيح.
* طلح: تعب وأعيي.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب إسلام عمر بن الخطاب رقم: ٣٨٦٤، ٣٨٦٥، فتح الباري: ٧/ ١٧٧.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب مناقب عمر رقم: ٣٦٨٤ فتح الباري:٧/ ٤١ مناقب الأنصار =

<<  <   >  >>