للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - عباد بن بشر وما حصل معه أثناء الحراسة]

٥٩٥ - من حديث جابر بن عبد الله قال: "خرجنا مع رسول الله في غزوة ذات الرقاع فأصيبت امرأة من المشركين، فلما انصرف رسول الله قافلًا، وجاء زوجها، وكان غائبًا، فحلف أن لا ينتهي حتى يهريق دمًا في أصحاب محمد ، فخرج يتبع أثر النبي ، فنزل النبي منزلًا، فقال: (عن رجل يكلؤنا) (١) فانتدب رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار، فقالا: نحن يا رسول الله، قال: (فكونا بفم الشعب) (٢).

قال: وكانوا نزلوا إلى شعب الوادي، فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه أوله أو آخره؟ قال: اكفني أوله، فاضطجع المهاجري، فنام، وقام الأنصاري يصلي، وأتى الرجل، فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة (٣) القوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، فنزعه فوضعه وثبت قائمًا، ثم رماه بسهم آخر، فوضعه فيه، فنزعه فوضعه وثبت قائمًا ثم عاد له بثالث فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، ثم ركع وسجد، ثم أهب صاحبه (٤) فقال: اجلس فقد أوتيت، فوثب فلما رآهما الرجل عرف أن قد نذروا به (٥) فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال: سبحان الله ألا أهببتني قال: كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها (٦)، فلما تابع الرمي ركعت فأريتك، وأيم الله لولا أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها وأنفذها" (٧).


(١) يكلؤنا: يحرسنا.
(٢) الشعب: الوادي، وزاد ابن إسحاق: وهما عمار بن ياسر وعباد بن بشر الأنصاري.
(٣) ربيئة: العين أو الطليعة التي تقوم على حراسة القوم من عدوهم.
(٤) أهب صاحبه: أيقظه.
(٥) نذروا به: عرفوا بخطره.
(٦) أنفذها: أفرغ منها.
(٧) أخرجه أحمد في المسند: ٣/ ٣٤٤، ٣٥٩، أبو داود في الطهارة باب الوضوء من الدم حديث: ١٩٨، وابن هشام في السيرة: ٢/ ٢٠٨ - ٢٠٩، والبيهقي في السنن: ٩/ ١٥٠، كتاب السير باب صلاة الحرص، وفي الدلائل: ٣/ ٣٧٩، وفي سند هذا الحديث عقيل بن جابر بن عبد الله، وثقه ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وصححه ابن خزيمة: ٣٦، وذكره البخاري معلقًا، كذا قال في التلخيص الحبير: ١/ ١١٤ - ١١٥، قلت: وإسناده حسن.

<<  <   >  >>