للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبوابهم قال: فأقبل رسول الله إلى الحجر، فاستلمه، ثم طاف بالبيت قال: وفي يده قوس أخذ بسية (١) القوس قال: فأتى في طوافة على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال: فجعل يطعن بها في عينه ويقول: (جاء الحق، وزهق الباطل)، قال: ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه" (٢).

٦٥٧ - من حديث جابر قال: "دخلنا مع النبي مكة في البيت، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا تعبد من دون الله، قال: فأمر بها رسول الله فكبت كلها لوجوهها، ثم قال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (٣) ثم دخل رسول الله البيت فصلى ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم وإسماعيل وإسحق وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها، فقال رسول الله : (قاتلهم الله، ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام)، ثم دعا رسول الله بزعفران فلطخه بتلك التماثيل" (٤).

[١٨ - مقولة الأنصار أن النبي أدركته رأفة بقومه]

٦٥٨ - من حديث أبي هريرة الذي سبقت أجزاء منه " … قال ثم أتى الصفا، فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره، ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال يقول بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته.

قال أبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله حتى يقضي قال: فلما قضي الوحي رفع رأسه ثم قال: (يا معشر الأنصار قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته؟) قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله، قال: (فما اسمي إذًا؟ كلا، إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم)،


(١) بسية القوس: طرفها المنحني.
(٢) سبق تخريجه حديث: ٦٤٨.
(٣) آية: ٨١ سورة الإسراء.
(٤) أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف حديث رقم: ١٨٧٥١، وحسنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم: ٤٣٦٤، وحسنه البوصيري أيضًا، وقد جاء قريبًا من هذا اللفظ من حديث ابن عباس عند البخاري حديث رقم: ٣٣٥٢، وأبو داود: ٢٠٢٧.

<<  <   >  >>