للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: زواجه بزينب بنت جحش]

١ - إرسال زيد بن حارثة لخطبتها للرسول :

٤٧٢ - من حديث أنس قال: "لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد (فاذكرها علي) قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها (١) قال: فلما رأيتها عظمت في صدري (٢) حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله- ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب! أرسل رسول الله يذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله ، فدخل عليها بغير إذن.

قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله! كيف وجدت أهلك، قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه، فألقي الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب. قال: ووعظ القوم بما وعظوا به" لفظ مسلم (٣).

وفي لفظ آخر عند مسلم من حديث أنس : "أن أم سليم أهدت إلى رسول الله طعامًا يوم زواج زينب فيقول: تزوج رسول الله فدخل بأهله، قال: فصنعت أمي أم سليم حيسًا، فجعلته في تور (٤) فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى رسول الله ، فقل: بعثت بهذا إليك أمي، وهي تقرئك السلام. وتقول: إن هذا لك منا قليل، يا رسول الله! قال؛ فذهبت بها إلى رسول الله . فقلت: إن أمي تقرئك السلام وتقول: إن هذا لك منا قليل يا رسول الله!


(١) تخمر عجينها: تجعل منها الخمر.
(٢) عظمت في صدري: هبتها من أجل إرادة رسول الله الزواج منها.
(٣) أخرجه مسلم في النكاح باب زوج زينب بنت جحش رقم: ١٤٢٨ - ٨٩ والنسائي في النكاح باب صلاة المرأة إذا خطبت واستخارتها ربها: ٦/ ٧٩ - ٨٠، الفتح الرباني للساعاتي: ٢١/ ٨٧ - ٨٨.
وأما اللفظ الثاني فقد أخرجه البخاري في النكاح باب الهدية للعروس رقم: ٥١٦٣، ومسلم في النكاح باب زواج زينب بنت جحش رقم: ١٤٢٨/ ٩٤.
(٤) التور: الإناء.

<<  <   >  >>