للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: لا والله، ما فهمت مما قال غير ذكر الصاعقة (١).

[المبحث السادس: قريش وطلبهم الآيات والمعجزات]

وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلا بَشَرًا رَسُولًا﴾ (٢).

٧٣ - عن ابن عباس ﵄ قال: (قالت قريش للنبي ﷺ ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا ونؤمن بك. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم.

قال فدعا: فأتاه جبريل فقال: إن ربك ﷿ يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة. فقال: بل باب التوبة والرحمة.

فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إلا تَخْوِيفًا﴾ (٣) (٤).


(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده: ١٨١٨، وابن هشام في السيرة: ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤، والبيهقي في الدلائل: ١/ ٢٣٠ - ٢٣١، وأبو نعيم في دلائل النبوة برقم: ١٨٢، وابن أبي شيبة في المصنف: ١٤/ ٢٩٥ - ٢٩٦، وعبد بن حميد كما في المنتخب: ١١٢٣، والحاكم، في المستدرك: ٢/ ٢٥٣. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وقال الهيمثي في المجمع: ٦/ ١٩ - ٢٠ رواه أبو يعلى، وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.
قلت: الأجلح ضعفه أبو حاتم، والنسائي وأحمد، ووثقه ابن معين والعجلي، ورضيه ابن عدي فهو حسن الحديث إن شاء الله.
(٢) (سورة الإسراء: ٩٠ - ٩٣).
(٣) (سورة الإسراء: ٩٥).
(٤) رواه أحمد في المسند: ١/ ٢٥٨، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٦٢، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في تفسيره: رواه الإِمام أحمد، وابن مردويه، والحاكم في مستدركه من حديث سفيان الثوري، وعزاه في البداية والنهاية: ٣/ ٥٢، للنسائي، وقال: إن سنده جيد، وذكر في السيرة: ١/ ٤٨٣ إسنادين له: ثم قال: هذان إسنادان جيدان. وقال الهيثمي في المجمع: ٧/ ٥٠: بعد ذكر روايتين للإمام أحمد: ورجال الروايتين رجال الصحيح، إلا أنه وقع في أحد طرقه عمران بن الحكم، وهو وهم، وفي بعضها عمران أبو الحكم وهو ابن الحرث، وهو الصحيح =

<<  <   >  >>