للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله كان إذا استعمل رجلًا منكم قرن معه رجلًا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم، والآخر منا.

قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله كان من المهاجرين، وإن الإِمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله . فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيرًا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه.

ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًّا فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به. فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين؟

فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه. ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاءوا به.

فقال: ابن عمة رسول الله وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه" (١).

٢٦ - قصة تغسيله :

٩٠٨ - من حديث عائشة قالت: "لما أرادوا غسل النبي قالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه، كما نجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه، فلما اختلفوا، ألقى الله ﷿ النوم حتى ما فيهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله ، فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دونه أيديهم، فكانت عائشة تقول:


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ٧٦، ومن طريقه أخرجه البيهقي في قتال أهل البغي باب الأئمة من قريش: ٨/ ١٤٣، وقال البيهقي: قال أبو علي الحافظ: سمعت محمَّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث، فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال: هذا حديث يسوي بدنة. فقلت: يسوى بدنه بل يسوي بدرة.
وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في السيرة: ٤/ ٤٩٥ هذا إسناد صحيح محفوظ من حديث أبي نضرة المنذر بن مالك بن نطعة، عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري.

<<  <   >  >>