للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الخامس حجة الوداع في السنة العاشرة]

[١ - سبب تسميتها بحجة الوداع]

قال ابن كثير : "لأنه ودع الناس فيها, ولم يحج بعدها. وسميت حجة الإِسلام لأنه لم يحج من المدينة غيرها، ولكن حج قبل الهجرة مرات قبل النبوة وبعدها.

وسميت حجة البلاغ لأنه بلغ الناس شرع الله في الحج قولًا وفعلًا، ولم يكن بقي من دعائم الإِسلام وقواعده شيء إلا وقد بينه ، فلما بين لهم شريعة الحج ووضحه وشرحه أنزل الله ﷿ وهو واقف بعرفة اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإِسلام دينا" (١) وانظر زيادة توضيح لتسميتها بحجة الوداع حديث رقم (٨٤١) الذي سيأتي ذكره.

[٢ - حجة الوداع كما جاءت من حديث جابر]

٨١٢ - من حديث جابر بن عبد الله قال محمَّد بن علي بن الحسين: "دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم (٢) حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمَّد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى (٣). ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثدي وأنا يومئذ غلام شاب. فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي سل عما شئت. فسألته، وهو أعمى. وحضر وقت الصلاة. فقام في نساجة (٤) ملتحفًا بها. كما وضعها على منكبه


(١) سيرة ابن كثير: ٤/ ٢١١.
(٢) فسأل عن القوم: أي عن جماعة الرجال الداخلين عليه، فإنه إذ ذاك كان أعمى، عمي في آخر عمره.
(٣) فنزع زري الأعلى: أخرجه من عروته فيكشف صدري عن القميص.
(٤) نساجة: هي ضرب من الملاحف منسوجة.

<<  <   >  >>