للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: "إنه ليس من الناس أحد أمنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خلة الإِسلام أفضل، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر" (١).

وفي لفظ آخر ذكر فيه الأنصار وفضلهم عن ابن عباس بلفظ آخر قوله: "خرج رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا وينفع آخرين، فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم" فكان آخر مجلس جلس فيه النبي ﷺ" (٢).

[٥ - أمره أبا بكر أن يصلي بالناس ومراجعة عائشة له]

٨٧٤ - من حديث عائشة ﵂ قالت: "ثقل النبي ﷺ فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك، قال: (ضعوا لى ماء في المخضب). قالت: ففعلنا. فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال ﷺ: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله.

فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب. فقعد فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: "أصلى الناس؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله -والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي ﵇ لصلاة العشاء الآخرة- فأرسل النبي ﷺ إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله ﷺ يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر -وكان رجلًا رقيقًا- يا عمر صلِّ بالناس، فقال عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام.

ثم إن النبي ﷺ وجد من نفسه خفة، فخرج بين رجلين -أحدهما العباس- لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس- فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه النبي ﷺ بأن لا يتأخر فقال: "أجلساني إلى جنبه"، فأجلساه إلى جنب أبي


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد حديث رقم: ٤٦٧، وفي فضائل الصحابة باب قول النبي ﷺ: "لو كنت متخذًا خليلًا": ٣٦٥٦، ٣٦٥٧، وفي الفرائض باب ميراث الجد مع الأب والأخوة حديث رقم: ٦٧٣٨، وأحمد في المسند ١/ ٢٧٠، من طرق عن عكرمة عن ابن عباس.
(٢) أخرجه البخاري في الجمعة باب قول الخطيب أما بعد حديث: ٩٢٧، والمناقب باب علامات النبوة حديث: ٣٦٢٨، ومناقب الأنصار باب قول النبي: اقبلوا من محسنهم حديث: ٣٨٠٠.

<<  <   >  >>