للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله فلم يقم ليلة أو ليلتين أو ثلاثًا فقالت امرأة: ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ (١) (٢).

المبحث الثالث: كيف كان يأتي الوحي الرسول

٥٢ - من حديث عائشة زوج النبي أن الحارث بن هشام سأل رسول الله فقال:

"يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ " فقال رسول الله : "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليَّ، فينفصم عني، وقد وعيت ما قال: وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا، فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشاتي الشديد البرد، فينفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا" (٣).

المبحث الرابع: تصديق ورقة بن نوفل بالرسول

٥٣ - من حديث عائشة قالت: قال رسول الله (لا تسبوا ورقة، فإني رأيت له جنة أو جنتين) (٤).

٥٤ - ومن حديث عائشة أن خديجة سألت النبي عن ورقة بن نوفل فقال: (قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بياض) (٥).


(١) رواه البخاري، في فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي: ٤٩٨٣، ومسلم في الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من الأذى: ١٧٩٧، والترمذي في تفسير القرآن، باب سورة الضحى: ٣٣٤٩، والطيالسي: ٢/ ٢٥، وأحمد في المسند: ٤/ ٣١١، ٣١٢، ٣١٣، والحميدي في منده: ٢/ ٣٤٢، والطبراني في الكبير: ١٧٠٩ - ١٧١٢.
الصلصة: صوت الحديد إذا وقع بعضه على بعض. ينفصم عنه: يقلع عنه.
(٢) سورة الضحى: ١ - ٣.
(٣) رواه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب رقم: ٢، حديث رقم: ٢، ومسلم في الفضائل، باب عرق النبي في البرد وحين يأتيه الوحي، رقم: ٢٣٣٣.
(٤) رواه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٦٠٩، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وواففه الذهبي وهو كما قالا، وقال ابن كثير في السيرة: ٤/ ٣٩٨ وإسناده جيد، وانظر صحيح الجامع الصغير: ٧١٩٧، والأحاديث الصحيحة: ٤٠٥، وقال: صحيح.
(٥) وقال ابن كثير في السيرة: ١/ ٣٩٧ هذا إسناد حسن، لكن رواه الزهري وهشام عن عروة مرسلًا.

<<  <   >  >>