للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبينما رسول الله يقوده حذيفة ويسوقه عمار، إذ أقبل وهي متلثمون على الرواحل، فغشوا عمارًا، وهو يسوق برسول الله ، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله لحذيفة (قد قد).

حتى هبط رسول الله من الوادي، فلما هبط ورجع عمار قال: (يا عمار هل عرفت القوم؟) قال: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون، فقال: (هل تدري ما أرادوا؟). قال: الله ورسوله أعلم. قال: (أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه).

قال: فسأل عمار رجلًا من أصحاب النبي فقال: نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ قال: أربعة عشر رجلًا. فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر.

قال: فعذر رسول الله منهم ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله ، وما علمنا ما أراد القوم. فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" (١).

٧٥٣ - من حديث أبي الطفيل قال: "كان بين رجل من أهل العقبة، وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم أخبره إذ سألك، فقال كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنت منهم، فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله ، ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى، فقال: (إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد)، فوجد قومًا قد سبقوه، فلعنهم يومئذ) (٢).

[جـ - إخبار النبي حذيفة بأسماء المنافقين]

٧٥٤ - من حديث علقمة قال: (قدمت الشام فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا، فأتيت قومًا فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى


(١) أخرجه في المسند: ٥/ ٤٥٣، ورجاله ثقات، قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٩٥، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم حديث رقم: ٢٧٩/ ١١.

<<  <   >  >>