للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رعبًا، فقال عتبة: إياي تعني يا مصفر إسته، ستعلم اليوم أينا الجبان" (١).

٢٣٦ - وقد جاء من حديث ابن عباس قال: "لما نزل المسلمون وأقبل المشركون، نظر رسول الله عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال: (إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا) وهو يقول:

"يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل إليه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: انتفخ والله سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور ولو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثم دعا أخاه وابنه، فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة" (٢).

[١٥ - مناجاة ودعاء، ومطر ونقاء]

٢٣٧ - من حديث علي السابق الذكر رقم: ٢٣١: قال: " أصابنا من الليل طش من المطر -يعني الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر- فانطلقنا تحت الشجر والحجف، نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله يدعو ربه ويقول: (اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد) قال: فلما تطلع الفجر نادى: (الصلاة عباد الله) فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله وحض على القتال" (٣).

٢٣٨ - من حديث عمر بن الخطاب قال: "لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام


(١) انظر تخريج الحديث رقم: ٢٣١.
(٢) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٧٦ رواه البزار ورجاله ثقات، وانظر كشف الأستار: ١٧٦٢، والحاكم: ٣/ ١٨٧، ١٨٨، وسنده حسن.
* الطش: المطر الضعيف وهو فوق الرذاذ، الجحفة: الترس الصغير.
(٣) انظر التخريج حديث رقم: ٢٣١.
* يهتف بربه: يصيح ويستغيث بالله بالدعاء.

<<  <   >  >>