للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمي؟ قالوا: بأحد قال: أين فلان قالوا: بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا: بأحد. فلبس لأمته وركب فرسه، ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحًا، فجاء سعد بن معاذ، فقال لأخته: سليه حمية لقومك، أو غضبًا لهم، أم غضبًا منه ﷿، قال: بل غضبًا لله ﷿ ورسوله، فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة" (١).

[١٠ - مقتل اليمان والد حذيفة على يد المسلمين خطأ]

٣٤٦ - من حديث عائشة ﵂ قالت: "لما كان يوم أحد هزم المسلمون، فصرخ إبليس لعنة الله عليه: أي عباد الله، أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: أي عباد الله أبي أبي. قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم، قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله" (٢).

وقد جاء زيادة عند ابن هشام عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد فقال حذيفة: (قتلتم أبي! قتلتم أبي! قالوا: والله ما عرفناه وصدقوا، فقال حذيفة: يغفر الله لكم فأراد رسول الله ﷺ أن يديه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله ﷺ خيرًا) (٣).

[١١ - عبد الله بن جحش وسعد ودعوتان مستجابتان]

٣٤٧ - من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁: (أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد ألا تدعو الله، فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت


(١) أخرجه أبو داود في الجهاد باب فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله ﷿ رقم: ٢٥٣٧، وأحمد في المسند ٥/ ٤٢٨ - ٤٢٩ والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٢٤٧ - ٢٤٨وابن هشام: ٢/ ٩٠، وسنده حسن، وقد رواه أحمد وابن هشام بسند آخر عن أبي هريرة عن ابن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى أبي أحمد عن أبي هريرة هذا السند رجاله ثقات، وقال الحافظ في الإصابة: ٢/ ٥١٩: هذا إسناد حسن.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم: ٤٠٦٥، وفي المناقب الأنصار باب ذكر حذيفة بن اليمان رقم: ٣٧٢٤، ابن سعد: ٢/ ٤٥، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٧٩: والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٢٣٠ - ٢٣١.
(٣) أخرجه ابن هشام: ٢/ ٨٧ - ٨٨ والطبري في تاريخه: ٢/ ٥٣٠ من طريق ابن إسحاق، وسنده حسن رجاله ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث فسنده متصل.

<<  <   >  >>