للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٣ - إرساله إلى قيصر الروم]

٧٤٦ - من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله : (من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة)، فقال رجل من القوم: وإن لم يقتل؟ قال: وإن لم يقتل، فانطلق الرجل به فوافق قيصر، وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى.

فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ثم دعا رأس الجاثليق (١) وأقرأه فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك - فنادى قيصر: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن، فجاء الرجل فقال: إذا قدمت فأتني فلما قدم أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره، فغلقت ثم أمر مناديًا فنادى: ألا أن قيصر تبع محمدًا وترك النصرانية.

فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره فقال لرسول رسول الله : قد ترى أني خائف على مملكتي، ثم أمر مناديًا فنادى: ألا أن قيصر قد رضي عنكم، وإنما اختبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا، فانصرفوا.

وكتب قيصر إلى رسول الله : إني مسلم، وبعث إليه بدنانير، فقال رسول الله حي قرأ الكتاب: (كذب عدو الله، ليس بمسلم وهو على النصرانية)، وقسم الدنانير" (٢).

٧٤٧ - قال الإِمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى قال حدثني يحيى بن سليمان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال: "لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله بحمص، وكان جارًا لي شيخًا كبيرًا قد بلغ الفند أو قرب، فقلت: ألا تخبرني عن رسالة هرقل إلى النبي ورسالة رسول الله إلى هرقل؟

فقال: بلى، قدم رسول الله تبوك، فبعث دحية الكلبي إلى هرقل،


(١) الجاثليق: مقدم الأساقفة عند النصارى.
(٢) أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن حديث رقم: ١٦٢٨، وسنده صحيح.

<<  <   >  >>