للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرة، ووقع في شعر العباس بن عبد المطلب أن الذين ثبتوا كانوا عشرة ففي وذلك قوله:

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة .... وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا

وعاشرنا وافي الحمام بنفسه … لما مسه في الله لا يتوجع

ولعل هذا هو الثبت. ومن زاد على ذلك يكون عجل في الرجوع فعد فيمن لم ينهزم" (١).

[٧ - هتاف العباس بالأنصار للعودة]

٦٩٢ - من حديث العباس بن عبد المطلب : "شهدت مع رسول الله يوم حنين. فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله ، فلم نفارقه. ورسول الله على بغلة له، بيضاء. أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي. فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله يركض بغلته قبل الكفار.

قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله . أكلفها إرادة أن لا تسرع. وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله . فقال رسول الله : (أي عباس! ناد أصحاب السمرة) (٢) فقال العباس: "وكان رجلًا صيتًا" (٣) فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟

قال: فوالله! لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها. فقالوا: يا لبيك؟ يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار،


(١) فتح الباري: ٨/ ٣٠.
قلت: وقد جرح خالد في هذا اليوم، أثناء المفاجأة التي فاجأ بها المشركون المسلمين فسارع رسول الله للاطمئنان عليه، فقد جاء عن عبد الرحمن بن أزهر أنه قال: رأيت رسول الله يوم حنين يتخلل الناس، يسأل عن رحل خالد. فدل عيه، فنظر إلى جرحه، وحسبت أنه نفث فيه، أخرجه أحمد: ٤/ ٨٨، ٣٥١، وعبد الرزاق في المصنف: ٩٤٧١، والبيهقي في الدلائل: ٥/ ١٣٩ - ١٤٠، وأخرجه مختصرًا: الحاكم: ٤/ ٣٧٤ - ٣٧٥، وأبو داود: ٤٤٨٧ - ٤٤٨٩، وأحمد في المسند: ٤/ ٨٨، ٣٥٠. وإسناده صحيح.
(٢) أصحاب السمرة: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان. ومعناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
(٣) صيتًا: قوي الصوت.

<<  <   >  >>