للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوليد. فجعلت خيلنا تلوي (١) خلف ظهورنا فلم نلبث أن انكشف خيلنا، وفرت الأعراب. ومن نعلم من الناس.

قال: فنادى رسول الله : (يا للمهاجرين!) ثم قال: (يا للأنصار) قال: قال أنس. هذا حديث عمية (٢)، قال: قلنا لبيك يا رسول الله، قال: فتقدم رسول . قال: فأيم الله! ما أتيناهم حتى هزمهم الله. قال: فقبضنا ذلك المال. ثم انطلقنا إلى الطائف، فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة، فنزلنا، قال: فجعل رسول الله يعطي الرجل المائة من الإبل" (٣).

٦٩١ - من حديث ابن مسعود قال: "كنت مع النبي يوم حنين قال: فولى الناس، وثبت معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار فنكصنا على أقدامنا نحوًا من ثمانين قدمًا، ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله ﷿ عليهم السكينة، قال: ورسول الله على بغلته يمضي قدمًا، فحارت به بغلته فمال عن السرج فقلت: ارتفع رفعك الله فقال: ناولني كفًّا من تراب فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابًا قال: (أين المهاجرون والأنصار). قلت: هم أولاء قال: (اهتف بهم)، فهتفت بهم، فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب، وولى المشركون أدبارهم" (٤).

قال الحافظ في الفتح: "وهذا لا يخالف حديث ابن عمر، فإنه نفى أن يكونوا مائة، وابن مسعود أثبت أنهم كانوا ثمانين، وأما ما ذكره النووي في شرح مسلم: أنه ثبت معه اثنا عشر رجلًا، فكأنه أخذه مما ذكره ابن إسحاق في حديثه أنه ثبت معه العباس وابنه الفضل وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وأخوه ربيعة، وأسامة بن زيد، وأخوه من أمه أيمن بن أم أيمن، ومن المهاجرين أبو بكر وعمر، فهؤلاء تسعة، وتقدم ذكر ابن مسعود في مرسل الحاكم، فهؤلاء


(١) تلوي: تلوذ، فجعلت فرساننا يثنون أفراسهم ويعفونها خلف ظهورنا.
(٢) هذا حديث عمية: هذا حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي.
(٣) أخرجه مسلم في الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإِسلام وتصبر من قوي إيمانه حديث رقم: ١٠٥٩/ ١٣٦، والنسائي في السنن الكبرى كما أشار إلى ذلك في تحفة الأشراف حديث رقم: ٨٩٧.
(٤) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٨٠: رواه أحمد، والبزار، والطبراني، ورجاله أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، وهو ثقة، انظر كشف الأستار عن زوائد البزار حديث رقم: ١٨٢٩، وأخرجه الحاكم: ٢/ ١١٧، أخرجه أحمد في المسند: ١/ ٤٥٤، دلائل البيهقي: ٥/ ١٤٢، وقال الحاكم: صحيح الإسناد رقم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>