للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: قصة الأعمى ابن أم مكتوم]

١٠٨ - من حديث عائشة : (أنزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله يعرض عنه، ويقبل على الآخر ويقول: ترى بما أقول بأسًا، ففي هذا نزلت ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾) (١).

[المبحث الخامس: دعاء النبي على قريش]

١٠٩ - عن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود :

(إنما كان هذا لأن قريشًا لما استعصوا على النبي دعا عليهم بسنين كسنين يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾.

قال: فأتي رسول الله فقيل: يا رسول الله: استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت، قال: (لمضر؟ إنك لجريء) فاستسقى فسقوا فنزلت ﴿إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾.

فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم، حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله ﷿ ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ قال يعني يوم بدر) (٢).

[المبحث السادس: قصة الرهان بين أبي بكر وقريش]

١١٠ - من حديث ابن عباس في قوله تعالى ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ قال: غلبت وغُلبت، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم؛ لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم


(١) أخرجه الترمذي في تفسير القرآن ومن سورة عبس رقم: ٣٣٣١ وقال: حديث حسن غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: نزل عبس وتولى في ابن أم مكتوم ولم يذكر عائشة، وقال العراقي في تخريج الأحياء: ٤/ ٢٤٤ رجاله رجال الصحيح، وابن حبان رقم: ١٧٦٩، وابن جرير تفسير: ٣٠/ ٥٠، والحاكم: ٢/ ٥٤ وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعه عن هشام بن عروة، قال الذهبي: وهو الصواب. وله شاهد من حديث أنس أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى انظر في ذلك فتح القدير للشوكاني: ٥/ ٣٨٦.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير سورة الدخان باب يغشى الناس هذا عذاب أليم رقم: ٤٨٢١، ٤٨٢٢ فتح الباري ٨/ ٥٧١، ٥٧٢، مسلم كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب الدخان رقم: ٢٧٩٨، أحمد:١/ ٣٨١.
والسنة: الجدب والقحط.

<<  <   >  >>