للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به وجعه قال: "هريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس"، فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن. قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم.

٤ - خطبته ناعيًا نفسه:

٨٧٢ - من حديث أبي سعيد الخدري قال: "خطب النبي فقال: "إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله"، فبكى أبو بكر . فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ، إن يكن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: "يا أبا بكر لا تبك، إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر" لفظ البخاري (١).

وفي لفظ الدارمي بإسناد حسن جاء عن أبي سعيد قوله: "خرج علينا رسول الله في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبًا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه وابتغاه، قال: "والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا"، ثم قال: "إن عبدًا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة". قال: فلم يفطن لها غير أبي بكر فذرفت عيناه فبكى. ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله، قال: ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة" (٢).

٨٧٣ - ومن حديث ابن عباس قال: "خرج رسول الله في مرضه الذي مات فيه عاصبًا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد حديث: ٤٦٦، وفي فضائل الصحابة باب قول النبي : "سدوا الأبواب غير باب أبي بكر" حديث: ٣٦٥٤، وفي المناقب باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة حديث: ٣٩٠٤، ومسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر الصديق حديث: ٢٣٨٢، والترمذي في المناقب باب من فضائل أبي بكر حديث: ٣٦٦١ من طرق عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد.
(٢) أخرجه الدارمي في المقدمة باب وفاة النبي : ١/ ٣٦.

<<  <   >  >>