للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله في غزوة تبوك، فأتينا وادي القرى، على حديقة لامرأة فقال رسول الله : (اخرصوها) (١)، فخرصناها، وخرصها رسول الله عشرة أوسق (٢)، وقال للمرأة: (أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله ﷿، فانطلقنا حتى قدمنا تبوك، فقال رسول الله : (ستهب عليكم الليلة ريحٌ شديدة، فلا يقم فيها أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله).

فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء، وجاء رسول الله ابن العلماء صاحب إيليا ....) (٣).

[١٧ - قصة عين تبوك وازدياد الماء فيها]

٧٣٩ - من حديث معاذ بن جبل قال أبو الطفيل عامر بن واثلة "إن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله عام تبوك، فكان رسول الله يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، قال: فأخر الصلاة يومًا، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا، ثم قال: (إنكم ستأتون غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي).

قال: فجئنا وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله : (هل مسستما من مائها شيئًا؟) قالا: نعم، فسبهما، وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين قليلًا قليلًا، حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول الله فيه وجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس ثم قال رسول الله : (يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد مليء جنانًا) (٤).


(١) اخرصوها: الخرص: الحزر تقدير ما على النخل من الرطب ثمرًا.
(٢) الوسق: ٦٠ صاعًا.
(٣) أخرجه مسلم في الفضائل باب في معجزاته حديث رقم: ١٣٩٢، البخاري في الزكاة، باب خرص التمر حديث رقم: ١٤٨١، وانظر أرقام: ١٨٧٢، ٣١٦١، ٣٧٩١، ٤٤٢٢، أحمد في المسند: ٥/ ٤٢٤، وابن أبي شيبة: ١٨٨٥٢ وأبو داود في الخراج والإمارة، باب في إحياء الموات حديث رقم: ٣٠٧٩، والبيهقي: ٤/ ١٢٢.
(٤) أخرجه مسلم في الفضائل، باب في معجزاته ، حديث رقم: ٧٠٦، ٤/ ١٧٨٤، مالك في =

<<  <   >  >>