للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٥٥ - ومن حديث ابن مسعود قال: "أدركت أبا جهل يوم بدر صريعًا، فقلت: أي عدو الله قد أخزاك الله؟ قال: وبما أخزاني: من رجل قتلتموه، ومعي سيف لي، فجعلت أضربه ولا يحتك فيه شيء، ومعه سيف له جيد، فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته، ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه، ثم أتيت النبي فأخبرته، فقال: (الله الذي لا إله إلا هو).

قلت: الله الذي لا إله إلا هو.

قال: فانطلق فاستثبت فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر، ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته.

فقال رسول الله : (انطلق) فانطلقت معه فأريته، فلما وقف عليه قال: (هذا فرعون هذه الأمة) (١).

[جـ - مصرع أمية بن خلف]

٢٥٦ - من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: "كاتبت أمية بن خلف كتابًا بأن يحفظني في صاغيتي (٢) بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرت "الرحمن" قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته (عبد عمرو).

فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزَه حين نام الناس، فأبصره بلال، فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال: أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعونا -وكان رجلًا ثقيلًا


= رقم: ١٨٠٠، أبو داود في الجهاد باب خصة في السلاح يقاتل به في المعركة رقم: ٢٧٠٩، أحمد في المسند: ٣/ ١١٥، ١٢٩، ٢٣٦.
(١) أخرجه الهيثمي في المجمع: ٦/ ٧٩ وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة، قال عنه في التقريب: ٢/ ٢١٦، صدوق من العاشرة فيكون الحديث حسنًا والله أعلم، وانظر الطبراني من حديث: ٨٤٦٨ - ٨٤٧٦، والبيهقي في الدلائل: ٢/ ٢٦١ - ٢٦٢، والبزار كلما في الكشف: ١/ ٢٨٨ - أحمد كما في الفتح الرباني: ٢١/ ٣٨.
(٢) الصاغية: صاغية الرجل: ما يميل إليه، ويطلق على الأهل والمال.

<<  <   >  >>