للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٤ - مشاركة الملائكة في حمله]

٤٦٧ - من حديث محمود بن لبيد قال: "لما أصيب أكحل سعد، فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى، فكان النبي ، إذا مر به يقول: (كيف أمسيت، وكيف أصبحت؟) فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله فقيل: انطلقوا به، فخرج وخرجنا معه، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا، وسقطت أرديتنا، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: (إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة، فتغسله كما غسلت حنظلة) فانتهى إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكيه وتقول:

ويل أم سعد سعدًا … حزامة وجدًا

فقال: (كل باكية تكذب إلا أم سعد) "ثم خرج به، قال: يقول له القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتًا أخف علينا منه، قال: (ما يمنعه أن يخف، وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم) (١).

[١٥ - شهادة الرسول لسعد بالخير]

٤٦٨ - من حديث عبد الله بن شداد قال: "دخل رسول الله على سعد وهو يكيد نفسه فقال: (جزاك الله خيرًا من سيد قوم، فقد أنجزت ما وعدته، ولينجزنك الله ما وعدك) (٢).


(١) أخرجه ابن سعد: ٣/ ٢ / ٧ - ٨ من طريق الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، وإسناده حسن، وقد جاء حمل الملائكة لجنازته من حديث أنس، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم: ٢٠٤١٤، والترمذي في المناقب باب مناقب سعد بن معاذ رقم: ٣٩٣٨، وقال صحيح غريب، والحاكم في المستدرك: ٧/ ٢٠٣، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي، والطبراني في الكبير: ٦/ ١٢ - ١٣، رقم: ٥٣٤٥، وهو صحيح.
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات: ٣/ ٢ / ٩ ورجاله ثقات.

<<  <   >  >>