للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - أبو عامر الفاسق وتحريضه على المسلمين يوم أحد]

٣٣٦ - من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن قتادة: "أن أبا عامر، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان، أحد بني ضبيعة، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدًا لرسول الله ، معه خمسون غلامًا من الأوس، وبعض الناس كان يقول: كانوا خمسة عشرة رجلًا، وكان يعد قريشًا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان، فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة، فنادى: يا معشر الأوس أنا أبو عامر، قالوا: فلا أنعم الله بك عينًا يا فاسق -وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية: الراهب، فسماه رسول الله : الفاسق- فلما سمع ردهم عليه، قال: لقد أصاب قومي بعدي شر، ثم قاتلهم قتالًا شديدًا، ثم راضخهم بالحجارة (١).

[٥ - رجل يستطيل حياته]

٣٣٧ - من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رجل يوم أحد: يا رسول الله إن قتلت فأين أنا؟ قال: (في الجنة)، فألقى ثمرات في يده وقاتل حتى قتل (٢).

قال الحافظ في الفتح "وزعم ابن بشكوال أنه عمير بن الحمام، وسبقه إلى ذلك الخطيب، واحتج بما أخرجه مسلم من حديث أنس (أن عمير بن الحمام أخرج ثمرات فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم قاتل حتى قتل.

قلت: لكن وقع التصريح في حديث أنس أن ذلك كان يوم بدر، والقصة التي في الباب وقع التصريح في حديث جابر أنها كانت يوم أحد، فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم، وفيه (الحديث) ما كان عليه الصحابة من حب نصر الإِسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة الله" (٣).


(١) أخرجه ابن هشام: ٢/ ٦٧ والطبري في تاريخه: ٢/ ٥١٢ وسنده حسن ورجاله ثقات، وصرح ابن إسحاق بالتحديث والحديث مرسل.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: ٤٠٤٦، مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: ١٨٩٩، النسائي في الجهاد باب ثواب من قتل في سبيل الله ﷿: ٦/ ٣٣، أحمد في المسند: ٣/ ٣٠٨، الحميدي برقم: ١٢٤٩، دلائل النبوة للبيهقي: ٣/ ٢٤٣.
(٣) فتح الباري: ٧/ ٣٥٤.

<<  <   >  >>