للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لغيره، ويقويها رواية الترمذي السابقة الذكر، وقد جاء أيضًا ما يقويها من حديث أبي هريرة دون ذكر أنها كانت في غزوة بني المصطلق.

٤١٥ - من حديث أبي هريرة قال: "مر رسول الله بعبد الله بي أبي وهو في ظل أطم (١) فقال: عبر علينا ابن أبي كبشة (يعني بذلك رسول الله) فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: يا رسول الله، والذي أكرمك لئن شئت لآتينك برأسه، فقال: (لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته) " (٢).

[هبوب ريح شديدة لموت عظيم من المنافقين]

٤١٦ - من حديث ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان. "أن رسول الله لما قفل من غزوة بني المصطلق سلك بالناس طريق الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له نقعاء، فلما راح رسول الله هبت على الناس ريح شديدة آذتهم، وتخوفوها، فقال رسول الله : (لا تخافوها، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار، فلما قدموا المدينة، وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت أحد بن قينقاع، وكان عظيمًا من عظماء يهود، وكهفًا للمنافقين، مات في ذلك اليوم …) " (٣).

وقد وصله الإِمام مسلم، وعبد بن حميد، وأحمد من طريق آخر عن جابر دون ذكر أن الريح كانت في غزوة بني المصطلق وسأكتفي هنا بإيراد رواية مسلم.

٤١٧ - من حديث جابر قال: أن رسول الله قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله قال: (بعثت هذه الريح لموت منافق، فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات) (٤).

وبهذا الشاهد يعلم أن حديث ابن إسحاق يصبح حسنًا لغيره.


(١) أطم: بناء مرتفع.
(٢) قال الهيثمي في المجمع: ٩/ ٣١٨، رواه البزار ورجاله ثقات.
(٣) سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٩٢ وهو مرسل رجاله ثقات وصرح ابن إسحاق بالتحديث.
(٤) أخرجه مسلم في كتاب صفة المنافقين رقم: ٢٧٨٢ أحمد في المسند: ٣/ ٣١٥، ٣٤١، ٣٤٦ وأبو يعلى في مسنده: ٤/ ٢٠١، والطبري في تاريخه: ٢/ ٦٠٧ والبيهقي في الدلائل: ٤/ ٦١.

<<  <   >  >>