للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - سعد بن أبي وقاص يرمي رجلًا فيضحك النبي :

٤٣٩ - من حديث سعد بن أبي وقاص قال: "لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوق أنفه، ثم يقول هكذا يسفله، بعد قال: فأهويت إلى كنانتي، فأخرجت منها سهمًا مدمى، فوضعته في كبد القوس، فلما قال هكذا تسفل الترس رميت، فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس، مال وسقط فقال برجله هكذا، فضحك نبي الله أحسبه قال حتى بدت نواجذه، قال قالت: لم فعل، قال كفعل الرجل" (١).

٦ - إصابة سعد بن معاذ :

٤٤٠ - من حديث عائشة قالت: "خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس قالت: فسمعت وئيد (٢) الأرض ورائي يعني حس الأرض، قالت: فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ، ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة (٣) قالت: فجلست إلى الأرض، فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه، فأنا أتخوف على أطراف سعد، قالت: وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم، قالت: فمر وهو يرتجز ويقول:

لبث قليلًا يدرك الهيجا جمل … ما أحسن الموت إذا حان الأجل

قالت: فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين، وإذا فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه سبغة يعني له مغفرًا (٤).

فقال عمر: ما جاء بك، لعمري والله إنك لجريئة، وما يؤمنك أن يكون بلاء


(١) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٣٥ - ١٣٦، رواه أحمد والبزار إلا أنه قال كان رجل معه ترسان وكان سعد راميًا فكان يقول كذا وكذا بالترسين يغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه يعني جبهته والباقي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح غير محمَّد بن محمَّد بن الأسود وهو ثقة، وانظر كشف الأستار: ١٨٠٨.
(٢) وئيد: صوت شدة الوطء على الأرض سمع كالدوي من بعد.
(٣) المجنة: الترس.
(٤) مغفر: هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد.

<<  <   >  >>