للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي، فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه (١) ويقول: إليَّ عباد الله، إن في رحلي لداهية، وما أشعر، اخرج أي عدو الله من رحلي فلا تصحبني" (٢).

[١٥ - دعاؤه بزيادة الطعام]

٧٣٧ - من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري شك الأعمش قال: "لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا (٣) فكلنا وادهنا، فقال رسول الله (افعلوا)، فجاء عمر فقال: يا رسول الله! إن فعلت قبل الظهر، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم، وادع الله لهم فيها بالبركة لعل الله ﷿ أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله : (نعم).

فدعا بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يأتي بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمعوا على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله بالبركة، ثم قال لهم: (خذوا في أوعيتكم)، فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملأوه، فكلوا حتى شبعوا وفضلت فضالة، فقال رسول الله : (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فحجب عن الجنة) (٤).

[١٦ - إخباره بالإعصار وتحذيره الصحابة من القيام]

٧٣٨ - من حديث أبي حميد الساعدي قال: "خرجنا مع رسول


(١) يجأ في عنقه: يطعنه في عنقه.
(٢) أخرجه ابن إسحاق في سيرة ابن هشام: ٢/ ٥٢٣، والطبري في تاريخه: ٣/ ١٤٥، والبيهقي في الدلائل: ٥/ ٢٣٢، من طريق ابن إسحاق به، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وإسناده رجاله ثقات، ولا يضر جهالة الصحابة وهم من بني عبد الأشهل، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة فيكون الحديث صحيحًا.
(٣) نواضحنا: الإبل التي تركب ويجلب عليها الماء.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا حديث رقم: ٢٧، وقد ذكر عده أيضًا دون شك في الصحابي الذي روى الحديث، وإنما قال عنه أنه أبو هريرة، ابن مندة في كتاب الإيمان حديث رقم: ٣٦، وقال: حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج، وأحمد في المسند: ٢/ ٤٢١، ٣/ ١١، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني: ٢١/ ١٩٦ - ١٩٧، رقم: ٤٢٦، دلائل النبوة للبيهقي: ٥/ ٢٢٩.

<<  <   >  >>