للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: نعم. فقال له رسول الله ﷺ: (فانطلق) (١).

[٨ - رؤيا عاتكة وإنذار ضمضم لقريش]

سبق وأن ذكرت في حديث ابن عباس رقم: ٢١٨، أن أبا سفيان كان يتحسس الأخبار عن النبي ﷺ وأصحابه، وأنه كان يخاف أن يقوم النبي ﷺ وأصحابه بقطع الطريق على قافلته، وسلب ما معه من أموال قريش.

فلما سمع من بعض الركبان بخروج رسول الله وأصحابه لاعتراض القافلة، استأجر رجلًا من بني غفار واسمه ضمضم بن عمرو الغفاري لينذر قريشًا من أجل أن تخرج لحماية قافلتها، وقبل أن يصل النذير مكة رأت عاتكة بنت عبد المطلب رؤيا أولت بأن مصابًا سيحل في مكة، سيؤدي إلى قتل عدد من زعماء قريش، مما أثار حفيظة بعض زعماء الشرك، ولنترك المجال لراوي الحدث ليخبرنا بالتفصيلات:

٢٢٧ - قال ابن إسحاق وحدثني يزيد بن رومان (٢) عن عروة بن الزبير قال: "وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب ﵂ قبل قدوم ضمضم (الغفاري) مكة بثلاث ليال، رؤيا أفزعتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب، فقالت له: يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، فاكتم عني ما أحدثك به، فقال لها: وما رأيت؟

قالت: رأيت راكبًا أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا يالغُدُر لمصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها، ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث، ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس، فصرخ بمثلها. ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت، فما بقي بيت من بيوت مكة، ولا دار إلا


(١) أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب كراهة الاستعانة في الغزو بالكافر رقم: ١٨١٧، أبو داود في الجهاد والسير باب في المشرك يسهم له:٢٧٣٢، والترمذي في السير ما جاء في أهل الذمة يغزون مع المسلمين هل يسهم لهم: ١٥٥٨، وقال حسن غريب، والدارمي: ٢/ ٢٣٣ وأحمد: ٦/ ٦٧، ٤٩.
يحتمل أن عائشة كانت مع المودعين فرأت ذلك، ويحتمل أنها أرادت بقولها: كنا، كان المسلمون، كذا قال النووي في شرح مسلم: ١٢/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٢) يزيد بن رومان ثقة من الخامسة، تقريب: ٢/ ٣٦٤.

<<  <   >  >>