للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرهب أن تستعمل عليَّ زيدًا، قال: امضوا فإن لا تدري أي ذلك خير، قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صعد المنبر، وأمر أن ينادي الصلاة جامعة، فقال رسول الله : (ناب خبر، أو ثاب خبر (١) "شك عبد الرحمن".

ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدًا، فاستغفروا له)، فاستغفر له الناس، (ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيدًا، اشهدوا له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدًا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه)، فرفع رسول الله أصبعيه، وقال: (اللهم هو سيف من سيوفك فانصره)، "وقال عبد الرحمن" مرة (فانتصر به).

فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي : (انفروا فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد)، فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانًا) (٢).

[٨ - لمن كان النصر في هذه المعركة]

إن سياق أصحاب المغازي والسير فيه اختلاف في وصف معركة مؤتة والحال التي كان عليها الجيش الإِسلامي بين نصر أو هزيمة، فانقسموا إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: قالوا: إن المسلمين قد انتصروا، وممن قال بذلك موسى بن عقبة، والواقدي، والزهري، ورجح هذا الرأي البيهقي، وابن كثير في سيرته.

القسم الثاني: قالوا إن المسلمين هزموا شر هزيمة عرفوها في تاريخهم عقب


(١) عبد الرحمن هو ابن مهدي شيخ الإِمام أحمد، يشك هل قال رسول الله ناب خبر بالنون أو ثاب خبر بالثاء، وسواء كان ناب أو ثاب فمعناه الرجوع أي رجع إلى خبر، أي بلغني إما بطريق الوحي أو بطريق الكشف.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٥/ ٢٩١ - ٣٠٠ - ٣٠١، والنسائي في السنن الكبرى كما أشار إلى ذلك في تحفة الأشراف حديث رقم: ١٢٠٩٥، ٩/ ٢٤٧، وعند البيهقي كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في تاريخه قلت: والحديث صحيح رجاله ثقات. قلت: وقد جاء تولي خالد إمرة الجيش أيضًا من حديث أنس بن مالك كما أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة مؤتة حديث رقم: ٤٢٦٢، والنسائي في السنن: ٤/ ٢٦ كتاب الجنائز باب النعي دون ذكر خالد بن الوليد وتوليه إمرة الجيش. ومن حديث عبد الله بن جعفر وسيأتي تخريجه عند عنوان رعاية الرسول ، لأسرة جعفر .

<<  <   >  >>