للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: رسول الله : (أطلقوا ثمامة) فانطلق إلى نخيل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، يا محمَّد! والله! ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله! ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله ولا، والله! لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله " (١). واللفظ لمسلم.

[فوائد من قصة ثمامة]

١ - جواز ربط الكافر في المسجد.

٢ - جواز المن على الأسير الكافر، وتعظيم أمر العفو عن المسيء, لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حبًّا في ساعة واحدة لما أسداه النبي إليه من العفو والمن بغير مقابل.

٣ - الاغتسال عند الإِسلام كما فعل ثمامة حين أسلم.

٤ - الإحسان يزيل البغض وينبت الحب.

٥ - يشرع للكافر إذا أراد عمل خير ثم أسلم أن يستمر في عمل ذلك الخير.

٦ - الملاطفة لمن يرجى إسلامه من الأسارى إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام، ولا سيما من يتبعه على إسلامه العدد الكثير من قومه" (٢).

٧ - الإِسلام يغير سلوك المؤمن حي يضع المسلم قدراته تحت تصرف الإِسلام والمسلمين كما فعل ثمامة بعدم إرساله القمح لأهل مكة إلا بإذن من الرسول .

٨ - ينبغي أن يخلع المؤمن على عتبة الإيمان وعند تركه للكفر كل علاقاته السابقة، والتزامه بأوامر رب العالمين بعد إيمانه.


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب وفد بني حنيفة، حديث ثمامة بن أثال: رقم: ٤٣٧٢، مسلم في الجهاد والسير باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه رقم: ١٧٦٤، أبو داود في السنن الجهاد باب في الأسير يوثقه رقم: ٢٦٧٩، النسائي في الطهارة باب تقديم غسل الكافر إذا أراد أن يسلم: ١/ ١٠٩ - ١١٠ باختصار، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني: ٢١/ ٨٨ - ٨٩.
(٢) فتح الباري: ٨/ ٨٨ - ٨٩.

<<  <   >  >>