للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: موقف عبد الله بن أبي زعيم المنافقين من أوليائه اليهود]

من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: "أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله ، وحاربوا فيما بين بدر وأحد، فحاصرهم رسول الله حتى نزلوا على حكمه، فقام عبد الله بن أبي ابن سلول إلى رسول الله حين أمكنه الله تعالى منهم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي) فأعرض عنه، فأدخل يده في حبيب درع رسول الله ، فقال رسول الله : (أرسلني) وغضب حتى رؤي لوجه رسول الله ظلال، فقال له: (ويحك أرسلني). فقال: والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، أي والله إني لامرؤ أخشى الدوائر فقال رسول الله : (هم لك) (١).

٣٠٦ - ومن طريق ابن إسحاق أيضًا قال: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: "لما حاربت بنو قينقاع رسول الله تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي، وقام دونهم، فمشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله وكان أحد بني عوف بن الخزرج لهم من حلفهم مثل الذي لهم من حلف عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله وتبرأ إلى الله وإلى رسول الله من حلفهم، فقال: "يا رسول الله أتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم.

ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ -إلى قوله- ﴿فترى الذين في قلوبهم مرض﴾ يعني عبد الله بن أبي لقوله: إني أخشى الدوائر، ﴿يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة﴾ -حتى بلغ قوله- ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا﴾ لقول عبادة: أتولى الله ورسوله والذين آمنوا وتبريه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم إلى قوله ﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون﴾ " (٢).


(١) السيرة النبوية ابن هشام: ٢/ ٤٨ وإسناده صحيح وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث ولكنه مرسل، ودلائل البيهقي: ٣/ ١٧٤، الطبري في التاريخ: ٢/ ٤٨٠.
(٢) السيرة النبوية ابن هشام: ٢/ ٤٩ - ٥٠، وإسناده صحيح وقد صرح بالتحديث وهو مرسل، ودلائل =

<<  <   >  >>