لما رجع الرسول ﷺ إلى المدينة، ودخلت سنة تسع للهجرة بعث رسول الله ﷺ المصدقين ليأخذوا الصدقات من الأعراب، وكان من بينهم ابن اللتبية الأزدي، وله قصة في جمع الصدقة أسوقها هنا لطرافتها:
٧٢٠ - من حديث أبي حميد الساعدي ﵁ قال:"استعمل رسول الله ﷺ رجلًا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم، قال: هذا لكم، وهذا أهدي لي"، فقام رسول الله ﷺ على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال:(ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه أو بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا، والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر)، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه، ثم قال:(اللهم هل بلغت مرتين)(١).
[المبحث الرابع: إسلام عدي بن حاتم الطائي]
٧٢١ - من حديث أبي عبيدة بن حذيفة عن عدي بن حاتم ﵁: قال أبو عبيدة: كنت أحدَّثُ عن عدي بن حاتم فقلت هذا عدي في ناحية الكوفة، فلو أتيته، فكنت أنا الذي أسمعه منه، فأتيته فقلت: إني كنت أحدث عنك حديثًا، فأردت أن أكون أنا الذي أسمعه منك. قال: لما بعث الله عر وجل النبي ﷺ فررت منه حتى كنت في أقصى أرض المسلمين مما يلي الروم.
قال: فكرهت مكاني الذي أنا فيه حتى كنت له أشد كراهية له مني من حيث جئت، قال: قلت: لأتين هذا الرجل فوالله إن كان صادقًا فلأسمعن منه، وإن كان كاذبًا ما هو بضائري.
قال: فأتيته واستشرفني الناس وقالوا: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم،
(١) أخرجه البخاري: في الجمعة باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد رقم: ٩٢٥، وانظر أرقام: ١٥٠٠، ٢٥٩٧، ٦٦٣٦، ٦٩٧٩، ٧١٧٤، ٧١٩٧، ومسلم في الإمارة، باب محاسبة الإِمام عماله رقم: ١٨٣٢، وأبو داود في الخراج والإمارة باب في هدايا العمال رقم: ٢٩٤٦، والبيهقي في السنن ٧/ ١٦، ١٠/ ١٣٨، والحميدي في مسنده رقم: ٨٤٠، وأحمد في المسند: ٥/ ٤٢٣، ٤٣٢٤.