قال: أظنه قال ثلاث مرار، قال: فقال لي: (يا عدي بن حاتم أسلم تسلم)، قال: قلت: إني من أهل دين. قال:(يا عدي بن حاتم أسلم تسلم). قال: قلت: إلى من أهل دين، قالها ثلاثًا. قال:(أنا أعلم بدينك منك). قال: قلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال:(نعم) قال: (أليس ترأس قومك؟) قال: قلت: بلى. قال: فذكر محمد الركوسية قال كلمة التمسها يقيمها فتركها قال: (فإنه لا يحل في دينك المرباع).
قال: فلما قالها، تواضعت لها. قال:(وإني قد أرى أن مما يمنعك خصاصة تراها ممن حولي، وأن الناس علينا إلبًا واحدًا هل تعرف مكان الحيرة؟) قال: قلت: قد سمعت بها ولم آتها. قال:(لتوشكن الظعينة أن تخرج منها بغير جوار حتى تطوف بالكعبة، ولتوشكن كنوز كسرى بن هرمز تفتح)، قال: قلت: كسرى بن هرمز؟، قال:(كسرى بن هرمز ثلاث مرات)، (وليوشكن أن يبتغي من يقبل ماله منه صدقة فلا يجد)، قال: فلقد رأيت اثنتين، قد رأيت الظعينة تخرج من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالكعبة وكنت في الخيل التي أغارت على المدائن، وأيم الله لتكونن الثالثة إنه لحديث رسول الله ﷺ حدثنيه) (١).
(١) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٣٧٧ - ٣٧٨، وإسناده حسن، الحاكم: ٤/ ٥١٨ - ٥١٩، والبيهقي في الدلائل: ٥/ ٣٤٣، وابن حبان كما في الإحسان: ٨/ ٢٣٧، رقم: ٦٦٤٤، وأورده ابن الأثير في أسد الغابة: ٤/ ٨، وجاء من طريق آخر من حديث سماك بن حرب عن عباد بن حببش عن عدي، وأخرجه أحمد: ٤/ ٣٧٨، ابن هشام في السيرة: ٢/ ٥٧٨ - ٥٨١، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش وهو ثقة: ٦/ ٢٠٨، وقد جاء جزء من هذا الحديث السابق من حديث عدي بن حاتم، وهو المتعلق ببشريات الرسول ﵇ لعدي عن الحيرة وكنوز كسرى وفيض المال وقد أخرجه البخاري في الصحيح في المناقب باب علامات النبوة حديث رقم: ٣٥٩٥، وأحمد: ٤/ ٢٥٧ - ٣٧٩.