للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٣١ - ومن حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: "لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها، فأصابنا بها وعك، فكان النبي يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله إلى بدر، وبدر بئر، فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم رجل من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط، فأما القريشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه، حتى انتهوا به إلى النبي فقال: له النبي : (كم القوم؟)، فقال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم، فجهد رسول الله أن يخبره فأبى، ثم إن النبي سأله: كم ينحرون من الجزر؟ قال: عشر لكل يوم، فقال رسول الله : (القوم ألف كل جزور لمائة ونيفها) (١).

[١٢ - تحديد مصارع القوم]

٢٣٢ - من حديث أنس قال: "كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال" … إلى أن قال: "ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال: إن رسول الله كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول (هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله) قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق! ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله " (٢).

[١٣ - الاستشارة الثانية من الرسول لأصحابه]

وقد استشار الرسول أصحابه رضوان الله عليهم المرة الثانية ليبين للأمة الإسلامية أهمية مبدأ الشورى في الإسلام، ولأن الأنصار رضوان الله عليهم كانوا يشكلون الغالبية العظمى من جيشه ، وبذلك يبنى القرار الذي يتخذ على رأيهم وأكثريتهم، ولأنهم أصحاب الأرض التي انطلقت منها القوة المؤمنة فلا بد


(١) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ١١٧، وأبو داود: ٢٦٦٥، في الجهاد باب في المبارزة من حديث علي وإسناده صحيح، وأخرجه الحاكم: ٣/ ١٨٧ - ١٨٨، عن ابن عباس وسنده حسن وقال الهيثمي في حديث علي: ٦/ ٧٦ أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة وانظر كشف، الأستار: ١٧٦١.
* اجتويناها: أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها، ما واستوخموها.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم: ٢٨٧٣، وأحمد في المسند: ١/ ٢٦، والنسائي في الجنائز باب أرواح المؤمنين: ٤/ ١٠٨.

<<  <   >  >>