للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء من حديث عبد الله بن مغفل ما يدل على أن هذا الأمر حصل أثناء كتابة الصلح بين رسول الله وبين سهيل بن عمرو، وأن رسول الله دعا على الذين حاولوا مهاجمة المسلمين، فأخذ الله أبصارهم، فقبض عليهم المسلمون، وكان عدد هؤلاء ثلاثين شابًا من قريش، ثم أطلق رسول الله سراحهم، فلعل ذلك حصل مرة أخرى والله أعلم.

٥١١ - حديث عبد الله بن مغفل المزني قال: "كنا مع النبي بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله ﷿ في القرآن، وكان يقع في أغصان الشجرة على ظهر النبي ، وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه، فقال رسول الله : (اكتب هذا ما صالح عليه محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأنا رسول الله، فكتب فبينما نحن كذلك فخرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم رسول الله ، فأخذ الله أبصارهم، فقمنا إليهم، فقال رسول الله : (هل جئتم في عهد أحد وهل جعل لكم أمانًا؟) قالوا: لا، فخلى سبيلهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (١).

[١٦ - نزول المطر على المسلمين يوم الحديبية]

٥١٢ - من حديث زيد بن خالد الأنصاري قال: "خرجنا مع رسول الله عام الحديبية، فأصابنا مطر ذات ليلة، فصلى لنا رسول الله الصبح، ثم أقبل علينا فقال: (أتدرون ماذا قال ربكم؟) قلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: (قال الله: أصبح من عبادي مؤمن وكافر بي، فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله، فهو مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال مطرنا بنجم كذا، فهو مؤمن بالكوكب كافر بي) (٢).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٨٧، وقال الهيثمي في: مجمع الزوائد: ٦/ ١٤٥، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، والحاكم: ٢/ ٤٦١، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي، والبيهقي في السنن: ٦/ ٣١٩، وابن جرير في التفسير: ٢٦/ ٩٤.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبية رقم: ٤١٤٧، مسلم في الإيمان باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء حديث رقم: ٧١، مالك في الموطأ: ١/ ١٩٢، أبو داود في السنن رقم: ٣٩٠٦، والنسائي: ٣/ ١٥٦، وأحمد في المسند: ٤/ ١١٧.

<<  <   >  >>