للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم).

قال قتادة: "أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخًا وتصغيرًا ونقيمة وحسرة وندمًا" (١).

٢٧٣ - من حديث ابن عمر قال: "وقف النبي على قليب بدر فقال: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟) ثم قال: (إنهم الآن يسمعون)، فذكر لعائشة، فقالت: إنما قال النبي : (إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق). ثم قرأت ﴿إنك لا تسمع الموتى﴾ حتى قرأتْ الآية .. (٢).

٢٧٤ - ومن حديث أنس بن مالك : "أن رسول الله ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال: (يا أبا جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا) فسمع عمر قول النبي فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنَّى يجيبوا وقد جيفوا قال: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا) ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدرًا" (٣).

ولمن أراد التوسع في هذه المسألة والآراء المعروضة فيها فليراجع فتح الباري وأقوال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث ابن عمر السابق وقول ابن كثير في التفسير: (٣/ ٤٣٨) فإن في ذلك فائدة جيدة والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: ٣٩٧٦، مسلم في الجنة باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه رقم: ٢٨٧٤ - ٢٨٧٥، والنسائي: ٤/ ١٠٩ - ١١٠، وأحمد في المسند: ٣/ ١٠٤ - ١٨٢ من طريق حميد به.
الركى: البئر.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبي جهل حديث رقم: ٣٩٨٠ - ٣٩٨١، النسائي: ٤/ ١١١، أحمد في المسند: ٢/ ١٣١، ورجال أحمد رجال الصحيح كما قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٩١.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها رقم: ٢٨٧٤، وأحمد في المسند: ٣/ ٢٨٧.
* جيفوا: أنتنوا وصاروا جيفًا.

<<  <   >  >>