للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله، فكفنوه فيهما قال فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وخنى أن يكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له" (١).

٣٣٢ - من حديث ابن عمر وأنس بن مالك قالا: "لما رجع رسول الله من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله ثم استيقظ وهن يبكين فقال: (يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين، ولا يبكين على هالك بعد اليوم) (٢).

٣٣٣ - من حديث وحشي قال: (أتيت النبي فقال لي: (وحشي) قلت: نعم، قال: (قتلت حمزة؟)، قلت: نعم، والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده، فقالت له قريش: أتحبه وهو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل رسول الله في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة وقال: (وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله) (٣).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ١٦٥، والبزار كما في كشف الأستار رقم: ١٧٩٧ وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١١٨: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق" وأخرجه البيهقي في السنن: ٤/ ٤٠١ - ٤٠٢، وفي الدلائل: ٣/ ٢٩٠ وأبو يعلى الموصلي رقم: ٦٨٦، وإسناد هذا الحديث حسن فابن أبي الزناد قال ابن معين فيه: أثبت الناس في هشام بن عروة، وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فصحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. تهذيب التهذيب: ٦/ ١٧١ - ١٧٢.
(٢) أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في البكاء على الميت: ١٥٩١، وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: ٧/ ١٠٦ - ١٠٧ وقال الساعاتي سنده جيد قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٢٠ رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح قلت: وإسناد ابن ماجه على شرط مسلم.
(٣) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٢١: رواه الطبراني وإسناده حسن، انظر الطبراني في الكبير: ٢٢/ ١٣٩ رقم: ٣٧٠.

<<  <   >  >>