للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن القيم وابن حجر العسقلاني، وابن كثير ومن المحدثين الخضري بك، والغزالي، والبوطي، وأبو شهبة والشيخ الساعاتي، وهذا القول هو الأصح والأظهر، والله أعلم؛ لأن الأدلة كلها متظاهرة ومتفقة على تأييد هذا القول، ومن هذه الأدلة:

أ - روى البيهقي عن عروة، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أنه قال: "ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس" (١).

ب - قال ابن كثير: قال موسى بن عقبة عن الزهري: "هذه مغازي رسول الله التي قاتل فيها، يوم بدر في رمضان سنة ثنتين، ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق -وهو يوم الأحزاب وبني قريظة- في شوال أربع، ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس".

ثم أورد ابن كثير قول البخاري عن موسى بن عقبة "أنها سنة أربع" (٢) وعقب عليه بقوله: هكذا رواه البخاري عن مغازي موسى بن عقبة أنها سنة أربع، والذي حكاه موسى بن عقبة، عن الزهري وعن عروة أنها كانت في شعبان سنة خمس (٣).

وعقب ابن حجر العسقلاني في فتح الباري على قول البخاري "وقال موسى ابن عقبة سنة أربع" بقوله: "كذا ذكره البخاري، وكأنه سبق قلم أراد أن يكتب سنة خمس، فكتب سنة أربع، والذي في مغازي موسى بن عقبة من عدة طرق، أخرجها الحاكم، وأبو سعيد النيسابوري، والبيهقي في الدلائل وغيرهم سنة خمس.

ولفظه عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب ثم قاتل رسول الله بني


(١) البداية والنهاية: ٣/ ٢٤٢، ٤/ ١٥٦، طبقات ابن سعد: ٢/ ٦٣، المعارف لابن قتيبة ص: ٧٠، أنساب الأشراف البلاذري ص: ٣٤١، ٣٤٣، العبر في خبر من غبر: ١/ ٧، تاريخ الإِسلام: ٢/ ٢٧٢ وكلاهما للذهبي، ابن القيم (زاد المعاد: ٣/ ٢٥٦، نور اليقين: ص: ١٥٢، فقه السيرة الغزالي: ٣١٦، فقه السيرة البوطي القسم الثاني: ٩٣، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: ١٩٦، الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد الشيباني: ١٤/ ١٠٩، فتح الباري: ٧/ ٤٣٠.
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ٩/ ٥٤: ١٣٠ البخاري في المغازي باب غزوة بني المصطلق فتح الباري: ٧/ ٤٢٨.
(٣) البداية والنهاية: ٣/ ٢٤٢، ٤/ ١٥٦.

<<  <   >  >>