للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من نفوذ المسلمين إلى مكة.

٣ - من أهم الأسباب في هذه الغزوة أن قبيلة بني المصطلق أخذت تجمع المجموع لغزو المدينة المنورة، وقد أطمعها في التفكير في غزو المدينة والتصميم على ذلك انتصار المشركين في غزوة أحد، فلما بلغ رسول الله ذلك أعد عدته، واتخذ التدابير المناسبة، وباغتهم في مكانهم، وهزمهم شر هزيمة.

٤٠٦ - قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان، كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: "بلغ رسول الله أن بني المصطلق يجمعون له … " فذكر الحديث (١).

٤٠٧ - من حديث نافع عن ابن عمر : "أن ابن عون قال: كتبت إلى نافع فكتب إلى أن النبي أغار علي بني المصطلق، وهم غارون وأنعامهم تسقي على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية، حدثني به ابن عمر وكان في ذلك الجيش" لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم، قال ابن عون: "كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، قال: فكتب إلي إنما كان ذلك في أول الإِسلام، قد أغار رسول الله علي بني المصطلق وهم غارون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبي سبيهم" الحديث فذكر بقية الحديث" (٢).

ترك الشيخ محمَّد الغزالي رواية البخاري ومسلم المتفق عليها في طريقة غزوه لبني المصطلق وأثبت أثرًا مخالفًا، وعلل ذلك بقوله "وفي الوقت الذي فسحت مكانًا لهذا الأثر -على ما به- صددت عن إثبات رواية البخاري ومسلم مثلًا للطريقة التي تمت بها غزوة بني المصطلق، فإن رواية الصحيحين تشعر بأن الرسول باغت القوم وهم غارون، ما عرضت عليهم دعوة الإِسلام، ولا


(١) قال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٤٢، رواه الطبراني ورجاله ثقات، وانظر سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٩٠، وسنده صحيح.
(٢) أخرجه البخاري في العتق باب من ملك من العرب رقيقًا فوهب وباع رقم: ٢٥٤١، وسلم في كتاب الجهاد باب جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم دعوة الإسلام رقم:١٧٣٠، أبو داود في الجهاد باب في دعاء المشركين: ٢٦٣٢، وأحمد في المسند: ٢/ ٣١، ٣٢، ٥١، شرح معاني الآثار للطحاوي كتاب السير: ٣/ ٢٠٩، السنن الكبرى للبيهقي: ٩/ ٥٤، ٩/ ١٠٧، كتاب الأموال لأبي عبيد ص: ١٧٥.

<<  <   >  >>