للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نصيب له فمثله لا شيء له.

(و) إن وصى (بمثل نصيب أحد ورثته) فـ (له مثل ما لأقلهم)، كمن له ابن وبنت فللموصى له مثل نصيب البنت لأنه المتيقن، فإن لم يكن له إلا بنت ووصى بمثل نصيبها فله نصف، ولها نصف، وإن وصى بضعف نصيب ابنه فللموصى له مثلاه؛ لقوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} (١) قال الأزهري (٢): "الضعف: المثل فما فوقه" (٣)، وإن وصى بضعفيه فله ثلاثة أمثاله، وبثلاثة أضعافه فله أربعة أمثاله (٤) وهلم جرا.

(و) إن وصى (بسهم من ماله) فـ (له) أي الموصى له بالسهم (السدس) بمنزلة سدس مفروض؛ لما روى ابن مسعود: "أن رجلًا أوصى لرجل بسهم من


(١) سورة الإسراء من الآية (٧٥).
(٢) هو: محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الهروي، اللغوي، الشافعي، ولد سنة ٢٨٢ هـ، وارتحل في طلب العلم، كان إماما في اللغة والفقه، له مصنفات كثيرة منها: "تهذيب اللغة"، و"الزاهر"، و"التقريب في التفسير"، توفي سنة ٣٧٠ هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٣١٥ - ٣١٧، وطبقات الشافعية ٣/ ٦٣ - ٦٨.
(٣) الزاهر ص ١٨١.
وقال ابن منظور في لسان العرب ٩/ ٢٠٤ - ٢٠٥: "وضعف الشيء مثلاه، وقال الزجاج: ضعف الشى مثله الذي يضعفه وأضعافه أمثاله". ا. هـ.
وينظر: المطلع ص ٢٩٦ - ٢٩٧، والقاموس المحيط ٣/ ١٦٥.
وقال الإمام الشوكاني عند تفسيره لهذه الآية: "أي مثلي ما يعذب به غيرك ممن يفعل هذا الفعل في الدارين، والمعنى: عذابا ضعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات: أي مضاعفًا". فتح القدير ٣/ ٢٤٧.
(٤) ينظر: المغني ٨/ ٤٢٩، والمقنع والشرح الكبير والإنصاف ١٧/ ٤٠٦، وكشاف القناع ٤/ ٣٨٢.