للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ماله، فأعطاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- السدس" (١)، ولأن السهم في كلام العرب السدس، قاله إياس بن معاوية (٢)، فتنصرف الوصية إليه، ولأنه قول علي وابن مسعود ولا مخالف لهما من الصحابة (٣)، ولأن السدس أقل سهم مفروض يرثه ذو قرابة فتنصرف الوصية إليه إن لم تكمل فروض المسألة كأم وبنتين مسألتهم من ستة، وترجع بالرد إلى خمسة ويزاد عليها السهم الموصى به فتصح من ستة للموصى له سهم وللأم سهم ولكل بنت


(١) أخرجه البزار عن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا وقال: "لا نعلمه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد" كشف الأستار ٢/ ١٣٩، برقم (١٣٨٠)، وفي سنده أبو قيس ليس بالقوي، وقال الحافظ الزيلعي: "في سنده العرزمي وهو متروك". نصب الراية ٤/ ٤٠٧، وينظر: مجمع الزوائد ٤/ ٢١٣.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة برقم (١٠٨٥١) الكتاب المصنف ١١/ ١٧١، وأرده الحافظ الزيلعي في نصب الراية ٤/ ٤٠٨.
وإياس بن معاوية هو: ابن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو واثلة، البصري، قاضي البصرة، العلامة، الفقيه، لجده صحبة، أشتهر بذكائه، وآرائه السديدة، يضرب به المثل في الذكاء والدهاء، توفي سنة ١٢٢ هـ.
ينظر: تهذيب الكمال ٣/ ٤٠٧ - ٤٤٠، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٥٥، والبداية والنهاية ٩/ ٣٣٧ - ٣٤١.
(٣) قول علي -رضي اللَّه عنه -: لم أقف عليه مسندا.
وقول ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-: أخرجه ابن أبي شيبة برقم (١٠٨٥٠) الكتاب المصنف ١١/ ١٧١، ورواه البزار والطبراني عن عبد اللَّه مرفوعًا، وفيه محمد بن عبيد اللَّه العزرمي وهو ضعيف. ينظر: كشف الأستار ٢/ ١٣٩، ومجمع الزوائد ٤/ ٢١٣.
ونسبة القول إلى علي وابن مسعود -رضي اللَّه عنهما- جزم به الشارح هنا تبعًا للبهوتي في شرح منتهى الإرادات ٢/ ٥٦٧، بينما ذكره ابن قدامة في المغني ٨/ ٤٢٣ بقوله: "وروي ذلك عن علي وابن مسعود رضي اللَّه عنهما". أي بصيغة التمريض.