للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لمعناه لا نية النفاذ والقربة، ولا يقع عتق إن قال سيد لرقيقه: أنت حر ونوى بالحرية عفته وكرم أخلاقه وصدقه وأمانته (١)، وكذا لو قال: ما أنت إلا حر أي أنك لا تطيعني ولا ترى لي عليك حقا ولا طاعة؛ لأنه نوى بكلامه ما يحتمله (٢) فانصرف إليه، وإن طلب استحلافه حلف، ووجه احتمال اللفظ لما أراده أن المرأة الحرة تمدح بمثل هذا، يقال: امرأة حرة أي عفيفة ويقال لكريم الأخلاق: حر، قالت سبيعة (٣) ترثي عبد المطلب:

ولا تسأما أن تبكيا كل ليلة ... ويوم على حر كريم الشمائل

وإن قال سيد لرقيقه: أنت حر في هذا الزمن أو في هذا البلد عتق مطلقا؛ لأنه إذا أعتق في زمن أو بلد لم يعد رقيقا في غيرهما (٤).

وكناية العتق مع نية، قال الشيخ منصور: "قلت: أو قرينة كسؤال عتق". (٥) خليتك، أو أطلقتك، والحق بأهلك، واذهب حيث شئت، ولا سبيل ولا سلطان لي عليك، ولا ملك ولا رق لي عليك، أو لا خدمة لي عليك، وفككت رقبتك،


= أخرجه: أبو داود برقم (٤٤٠٣) سنن أبي داود ٤/ ١٤١، والترمذي برقم (١٤٢٣) الجامع الصحيح ٤/ ٢٤، وابن ماجة برقم (٢٠٤٢) سنن ابن ماجة ١/ ٦٥٩، وأحمد برقم (٩٤٣) المسند ١/ ١٨٧.
(١) ينظر: الإنصاف ١٩/ ١١، وغاية المنتهى ٢/ ٤٣١، وكشاف القناع ٤/ ٥١١.
(٢) في الأصل: ما يتحمله.
(٣) سبيعة: بت عبد شمس بن عبد مناف، شاعرة من شواعر العرب.
ينظر: أعلام النساء ٢/ ١٤٨.
(٤) ينظر: المبدع ٦/ ٢٩٣، والروض المربع ٢/ ٢٦٦، وشرح منتهى الإرادات ٢/ ٦٤٩.
(٥) شرح منتهى الإرادات ٢/ ٦٤٩.