للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق الجوزجاني (١): "صحت أحاديث بيع المدبر باستقامة الطرق (٢)، فإذا صح الخبر استغني به عن غيره من رأي الناس" (٣)، ولأنه عتق معلق وثبت بقول المعتق فلم يمنع البيع كقوله: إن دخلت الدار فأنت حر، ولأنه تبرع بمال بعد الموت فلم يمنع البيع في الحياة كالوصية، وما ذكر أن ابن عمر (٤) روى أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يباع المدبر ولا يشترى" (٥) فلم يصح، ويحتمل أن يراد بعد الموت أو على الاستحباب، ولا يصح قياسه على أم الولد؛ لأن عتقها بغير اختيار سيدها وليس بتبرع، ويكون من رأس المال، وباعت عائشة مدبرة لها سحرتها (٦)، ومتى عاد المدبر إلى ملك من دبره عاد التدبير لما تقدم في عود الصفة في العتق المعلق، وكذا في الطلاق


= ٤/ ٤١، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٢٤٩: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" ا. هـ، وصححه الألباني في الإرواء ٦/ ١٧٨.
(١) أبو إسحاق الجوزجاني هو: إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي، سكن دمشق، كان الإمام أحمد يكاتبه ويكرمه إكراما شديدا، توفي سنة ٢٥٦ هـ.
ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٩٨ - ٩٩، وتهذيب الكمال ٢/ ٢٤٤ - ٢٤٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٧٢ - ٧٣.
(٢) في الأصل: الطريق، والمثبت من كشاف القناع ٤/ ٥٣٥.
(٣) ينظر: المغني ١٤/ ٤٢٠، والمبدع ٦/ ٣٢٩، وكشاف القناع ٤/ ٥٣٥.
(٤) في الأصل: عمران.
(٥) أخرجه الدارقطني بلفظ: "المدبر لا يباع ولا يوهب وهو حر من الثلث" كتاب المكاتب، سنن الدارقطني ٤/ ١٣٨، والبيهقي، باب من قال لا يباع المدبر، كتاب المدبر، السنن الكبرى ١٠/ ٣١٤، وضعفاه، وصححا وقفه على ابن عمر. وحكم ابن حزم في المحلى ٩/ ٣٥ على الرواية المرفوعة بالوضع، وكذا الألباني في الإرواء ٦/ ١٧٧.
(٦) سبق تخريجه قريبا ص ١٩٦.