للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على سورة من القرآن ثم قال: "لا تكون لأحد بعدك" رواه البخاري (١)، ولأن تعليم القرآن لا يقع إلا قربة لفاعله فلم يصح أن يقع صداقا كالصوم والصلاة، وأما حديث الموهوبة وقوله عليه السلام فيه: "زوجتكها بما معك من القرآن" متفق عليه (٢)، فقيل معناه زوجتكها لأنك من أهل القرآن، كما زوج أبا طلحة (٣) على إسلامه (٤) وليس في الحديث الصحيح ذكر التعليم، ويحتمل أن يكون خاصا بذلك


(١) في الأصل: رواه النجاد ثم وضع عليها خط وكتب البخاري تبعا للبهوتي في شرح منتهى الإرادات ٣/ ٦٥، ولكن الصحيح ما ذكره الشارح أولا وهو ما ذكره ابن قدامة في المغني قال: رواه النجار بإسناده.
والحديث لم أقف عليه عند البخاري، وأخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي النعمان الأزدي في باب تزويج الجارية الصغيرة، كتاب النكاح برقم (٦٤٢)، سنن سعيد بن منصور ٣/ ١/ ٢٠٦، قال الحافظ ابن حجر: "هذا مع إرساله فبه من لم يعرف". فتح الباري ٩/ ٢١٢، وقال الألباني: منكر، والنجاد هو أبو بكر أحمد بن الحسن الفقيه الحنبلي المحدث، وكثيرا ما يقع في بعض الكتب المطبوعة محرفا إلى "البخاري" بسبب جهل الطابعين بالحديث ورجاله، ومن الأمثلة على ذلك هذا الحديث نفسه، فقد وقع في كتاب "الروض المربع" معزوا للبخاري! فاقتضى التنبيه. الإرواء ٦/ ٣٥٠.
(٢) هذا جزء من حديث سبق تخريجه حيث جاء فيه: "إلتمس ولو خاتما من حديد" ص ٣١٨.
(٣) أبو طلحة: زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري، الخزرجي، النجاري، مشهور بكنيته، أمه عبادة بنت مالك، وهو زوج أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك، وهو الذي حفر قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولحده، اختلف في سنة وفاته فقيل سنة ٣٤ هـ، وقيل قبلها بسنتين، وقال الحافظ ابن حجر: سنة خمسين أو إحدى وخمسين.
ينظر: أسد الغابة ٢/ ٢٨٩ - ٢٩٠، والإصابة ٢/ ٥٠٢ - ٥٠٤.
(٤) وهو ما أخرجه النسائي، في باب التزويج على الإسلام، كتاب النكاح برقم (٣٣٤٠) المجتبى ٦/ ١١٤ من حديث أنس -رضي اللَّه عنه- قال: "تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما =