للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخلال (١)، وخرج أحمد من وليمة فيها آنية فضة فقال الداعي: نحولها فأبى أن يرجع نقله حنبل (٢)، وإن علم بالمنكر ولم يره ولم يسمعه أبيح له الجلوس والأكل نصا (٣) لأنه لا يلزمه الإنكار إذن، وله الانصراف فيخير، وإن شاهد ستورا معلقة فيها صور حيوان كره جلوسه ما دامت معلقة، قال في "الإنصاف" (٤): "المذهب لا يحرم". انتهى؛ لأنه عليه السلام دخل الكعبة فرأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال: "قاتلهم اللَّه لقد علموا أنهما ما استقسما بها"، رواه أبو داود (٥)، ولا يكره جلوسه إن كانت الصور مبسوطة على الأرض أو كانت على


(١) هو: الإمام، الحافظ، شيخ الحنابلة في عصره، الفقيه، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال، ولد سنة ٢٣٤ هـ، صنف التصانيف المشهورة، منها: "الجامع في الفقه" و"العلل"، و"الطبقات" و"أخلاق أحمد"، توفي سنة ٣١١ هـ.
ينظر: طبقات الحنابلة ٢/ ١٢ - ١٥، والمطلع ص ٤٣٠ - ٤٣١، وسير أعلام النبلاء ١٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨.
(٢) ينظر: كتاب الفروع ٥/ ٣٠٥، والمبدع ٧/ ١٨٤، وكشاف القناع ٥/ ١٧٠.
وحنبل هو: ابن إسحاق بن حنبل بن هلال، الإمام، الحافظ، المحدث، ابن عم الإمام أحمد وتلميذه، ولد قبل المائتين، له تصانيف عديدة، منها: كتاب "الفتن"، وكتاب "المنحة"، وله مسائل عن الإمام أحمد، توفي سنة ٢٧٣ هـ.
ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ١٤٣ - ١٤٥، وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٥١ - ٥٣.
(٣) المغني ١٠/ ٢٠٦، والمقنع والشرح الكبير والإنصاف ٢١/ ٣٣٣، والمحرر ٢/ ٤٠، والمبدع ٧/ ١٨٤.
(٤) ٢١/ ٣٣٤ - ٣٣٥.
(٥) من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- في باب دخول الكعبة، كتاب المناسك برقم (٢٠٢٧) سنن أبي داود ٢/ ٢١٤، والحديث أخرجه البخاري، باب من كبر في نواحي الكعبة، كتاب الحج برقم (١٦٠١) صحيح البخاري ٢/ ١٢٦، وأحمد برقم (٣٤٤٥) المسند ١/ ٦٠٣، وابن حبان، باب =