للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالمرأة (١)، انتهى.

(وكل الحرة عورة إلا وجهها في الصلاة) فيبقى العموم فيما عداه، حتى ظفرها نصًّا (٢)، لحديث: "المرأة عورة". رواه الترمذي وقال: حسن صحيح (٣). وهو عام في جميعها، ترك في الوجه للإجماع (٤).

(ومن انكشف بعض عورته) في الصلاة بلا قصد (وفحش) وطال الزمن (أو صلى في نجس أو غصب ثوبًا) كان النجس أو المغصوب (أو بقعة أعاد) الصلاة؛ لعموم صحتها، بخلاف إذا لم يطل الزمن، كمن كشف عورته نحو ريحٍ فسترها في الحال أولًا، وكان المكشوف لا يفحش (٥) في النظر، فإنه لا يعيد.

و(لا) يعيد (من حبس في محل نجس أو) محل (غصب، ولا يمكنه الخروج منه) فصلى فيه، لكن يسجد على النجاسة اليابسة، ويومئ بالرطبة


= الإمام العلامة الفقيه شيخ الحنابلة. ولد سنة (٥٩٠ هـ) تقريبًا. قال ابن مالك: ألين للمجد الفقه كما ألين لداود الحديد. اهـ صنف "المحرر" في الفقه، و"شرح الهداية"، و"المنتقى" وله أرجوزة في القراءات. توفي بحران يوم الفطر سنة (٦٥٢ هـ).
ينظر: "سير أعلام النبلاء" (٢٣/ ٢٩١، ٢٩٣)، و"ذيل طبقات الحنابلة" (٢/ ٢٤٩، ٢٥٤) و"شذرات الذهب" (٧/ ٤٤٣)، و"النجوم الزاهرة" (٧/ ٣٣).
(١) "منتهى الغاية في شرح الهداية" للمجد. نقله عنه في "كشاف القناع" (١/ ٢٦٦).
(٢) "المبدع" (١/ ٣٦٢)، و"شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٤٢).
(٣) الترمذي، كتاب الرضاع (٣/ ٣٦٧) عن عبد اللَّه بن مسعود. وقد رمز السيوطي لصحته في "الجامع" -كما في الفيض (٦/ ٢٦٦) - وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٥): رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. اهـ ينظر لتصحيح الحديث: "إرواء الغليل" (١/ ٣٠٣).
(٤) نقل الإجماع ابن البنا في "كتاب المقنع في شرح مختصر الخرقي" (١/ ٣٧٣)، والبهوتي في "شرح المنتهى" (١/ ١٤٢).
(٥) في الأصل (ولا يفحش) والصحيح حذف الواو.